عرفت العلاقات المغربية الصينية خلال السنوات الأخيرة، دينامية ملحوظة، على مستويات التعاون الاقتصادي والدبلوماسي الاستراتيجي، عزّزتها الزيارة الملكية للصين الشعبية سنة 2016، التي فتحت الطريق لإرساء آفاق جديدة وأرحب للتواصل والشراكة بين المملكة والعملاق الآسيوي. وأرسى المغرب والصين تعاوناً وثيقاً، حيث تم الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية من خلال تبادل اللقاءات والزيارات بين مسؤولي البلدين وتوقيع اتفاقيات تبادل وشراكة في مختلف المجالات؛ آخرها اتفاقية الصحة بين الرباط وبكين، المتعلقة بالتجارب السريرية للقاح المضاد لفيروس "كورونا" والاتصال الهاتفي الذي جمع قائدي البلدين أمس الاثنين. الخبير في العلاقات الدولية، خالد الشكراوي، يؤكّد أنّ العلاقات المغربية الصينية، "علاقات استراتيجية وجد متطورة وتاريخية، منذ سنوات الستينات حيث يعد المغرب من الدول الأولى التي اعترفت بالجمهورية الشعبية الصينية ،كما أن المغرب منذ تلك المرحلة وضع توازنات على مستوى علاقاته الخارجية، رغم أنه كان يعتبر من دول المعسكر الغربي، حيث كانت له علاقات متميزة حتى مع دول من المعسكر الشرقي، من ضمنها الصين". وتابع المتحدث في تصريح لموقع القناة الثانية أن هذه العلاقات ذات المنفعة المتبادلة تطورت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، على المستوى الاقتصادي والثقافي بشكل كبير، مشيراً أن أن هناك استثمارات صينية مهمة بالمغرب، ومشاريع استطاعت الشركات الصينية الإشراف عليها بالمغرب بنجاح، بالإضافة إلى التعاون الثقافي الكبير بين البلدين، خصوصاً بين الجامعات المغربية والصينية، في مختلف مستويات البحث العلمي". في العشرينية الأخيرة، يضيف الشكراوي تطورت العلاقات، بشكل كبير خاصة مع وصول الملك محمد السادس إلى العرش، وكذلك الرئيس جي بينغ، موضحاً أنه قد أصبح لهذه العلاقات إطار استراتيجي للترابط، بين الدولتين، حيث يعد المغرب للسياسة الخارجية الصينية، جزءاً من منظورها الجديد في إطار طريق الحرير، ونقطة أساس للتواجد في المتوسط وللانطلاق في المجال الإفريقي، والعكس صحيح، حيث تشكل الصين للمغرب، مجالاً أساسأ للحضور بجنوب شرق آسيا. وحول المستجدات الأخيرة للتعاون بين البلدين في المجال الصحي ضمن جهود البلدين لمواجهة أزمة "كورونا"، أبرز الشكراوي، أن العلاقات بين البلدين، "شهدت طفرة جديدة منذ شهري مارس أبريل، الماضيين، حيث تم إجراء عدد من المباحثات والشراكات بين البلدين، على مستوى الإمداد بعدد من المواد والآليات الطبية على مستوى مواجهة الجائحة من طرف الشركات الصينية، وأيضاً توقيع اتفاقية حول التجارب السريرية للقاح مضاد كورونا". واعتبر الخبير في العلاقات الدولية أن التعاون مع الصين في هذا المجال أمر في غاية الأهمية، مشيراً أن مكافحة الفيروس "لا يمكن أن يتم في إطار أحادي دونما جهود مشتركة، وتعاون دولي في هذا الإطار، والصين تعدّ جد متقدّمة في هذا الميدان، كما أن المغرب، بتعامله مع الصين ينحو نحو مزيد من التوازن، في علاقاته الخارجية بين الشمال والشرق والغرب."