أفادت وكالة "رويترز" بأن التحقيقات الأولية في سبب الانفجار المدمر الذي هز أمس مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت خلصت إلى أنه يعود إلى الإهمال الشديد المستمر لسنوات. ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول تأكيده أن سبب الحادث المأساوي الذي أودى بحياة أكثر من 100 شخص على الأقل وإصابة أربعة آلاف يكمن في التراخي والإهمال الذي أدى إلى تخزين شحنة كبيرة من مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار في أحد مستودعات المرفأ. وأكد المصدر أن مسألة سلامة التخزين عرضت على عدة لجان وقضاة، لكنهم لم يتخذوا أي خطوة لإصدار أمر بنقل هذه المواد القابلة للاشتعال من الميناء أو التخلص منها. وقال المصدر متحدثا عن سبب الحادث المأساوي: "إنه إهمال". وذكر المصدر أن الانفجار نجم عن حريق نشب في المستودع رقم تسعة في الميناء وامتد إلى المستودع رقم 12 حيث كانت شحنة نترات الأمونيوم مخزنة. من جانبه، ذكر مصدر آخر مقرب من موظف في الميناء أن فريقا من الخبراء عاين هذه الشحنة قبل ستة أشهر، وحذر من أنه إذا لم يتم نقلها من الموقع فإنها "ستفجر بيروت كلها". وصرح المدير العام للجمارك اللبنانية بدري ضاهر في تصريح صحفي اليوم بأن الجمارك أرسلت ست وثائق إلى السلطة القضائية للتحذير من أن المادة تشكل خطرا وطلبت إعادة تصديرها، لكن ذلك لم يحدث. وأكدت "رويترز" أنها اطلعت على وثيقتين تؤكدان أن الجمارك طلبت من السلطة القضائية عامي 2016 و2017 إلزام "المؤسسات البحرية المعنية" بإعادة تصدير شحنة نترات الأمونيوم أو الموافقة على بيعها، بهدف ضمان سلامة الميناء. وأكدت إحدى الوثيقتين تقديم الجمارك طلبات مشابهة في عامي 2014 و2015. وتمت مصادرة هذه الشحنة التي يقدر وزنها ب2750 طنا من سفينة "روسوس" التي تبحر تحت علم مولدوفا ومنعتها السلطات اللبنانية بعد التفتيش في سبتمبر 2013 من مغادرة الميناء ثم تخلى عنها مالكوها بعد وقت قصير. وذكر موقع "شيب أريستيد. كوم"، وهو شبكة تتعامل مع الدعاوى القانونية في قطاع الشحن، أن سلطات الميناء قامت بنقل الشحنة الخطيرة إلى مستودعات المرفأ، بسبب المخاطر المتعلقة بإبقاء نترات الأمونيوم على متن السفينة.