في مسرحية لاستعراض عضلات، لا تمتلكها أصلا، أقدمت الفيدرالية المغربية للإعلام على خطوة غريبة تتمثل في مقاطعة كل أنشطة وزير الاتصال وأعلنت انسحابها من هيئة مراقبة نشر وتوزيع الصحف..
الفدرالية المعنية بالأمر وفي محاولة ل"نفخ الريش" قالت أنها تضم أكثر من 38 جريدة ورقية و12 راديو وأكثر من 300 جريدة الكترونية، لتنتهي إلى استنتاج مفاده أن لها الحق في المشاركة في النقاشات الدائرة حول الإعلام والاتصال وعلى رأسها عقد البرنامج الجديد الذي بدأت مناقشته بين الفيدرالية المغربية لناشري الصحف ووزارة الإعلام بعد انتهاء عقد البرنامج السابق سنة 2011.
إلا أن ما تدعيه الفيدرالية الجديدة لا يقبله عقل ولا يمكن أن يستقيم على الواقع، إذ أن ذلك الكم الهائل من وسائل الإعلام الذي جردته الفيدرالية لتبين للجميع أن لها وزن داخل الساحة الإعلامية بالبلاد، لا يوجد منه على ارض الواقع إلا بعض المنابر التي لا تبيع أكثر من عدد المنتسبين إليها وهي في الغالب الأعم تنتمي إلى الصحافة الجهوية، والتي يكون الاحتيال والمصالح الشخصية أهم الخلفيات لإصدارها أو استصدارها فضلا عن أن المواقع الالكترونية التي تعتد بها الفدرالية لا تعدو ان تكون مجرد مواقع هزيلة أو مدونات شخصية، أتى بها احد المعروفين بالسمسرة العلنية وأقحمها في الفيدرالية بعد فشل تجربته التي كانت أصلا فاشلة.
وقد سبق لنفس الفيدرالية أن اتخذت نفس الموقف قبل سنة لكنها تراجعت عن قرارها بشكل غريب وغير مفهوم إثر استقبال وزير الإتصال لوفد من الفيديرالية يوم الأربعاء 31 أكتوبر 2012 بالرباط، وصدر بلاغ رسمي نشرته حينها وكالة المغرب العربي للأنباء جاء فيه تم خلال هذا الإجتماع التوقف عند عدد من القضايا الراهنة في قطاع الإعلام والاتصال وبحث سبل تعزيز المقاربة التشاركية في النهوض بهذا القطاع.
وأضاف البلاغ٬ أن الطرفين ثمنا٬ خلال هذا اللقاء الذي تم على إثر طلب تقدمت به الفيدرالية٬ مسلسل التشاور والحوار البناء٬ مؤكدين ضرورة تقوية حضور الفيدرالية في المبادرات المؤسساتية للوزارة٬ وتعميق التشاور حول مسودات مشاريع قوانين الصحافة والنشر والتي جرى تثمين مبادرة الفيدرالية المتمثلة في التقدم بمقترحات تفصيلية حولها٬ وكذا التشاور حول مشروع عقد البرنامج المقبل الخاص بتأهيل قطاع الصحافة المكتوبة ومشروع المناظرة الوطنية للاتصال السمعي البصري وتمثيلية الفيدرالية في اللجنة التحضيرية لها... انتهى البلاغ
هل تلاحظون بأن مقترحات الفيدرالية لم يكن فيها أي ذكر للمواقع الإلكترونية أو الصحافة المجانية.. فقط كانوا يدافعون عن الصحافة المكتوبة..
كما ان الفيدرالية في محاولتها هذه، أقحمت بعض المنابر التي لم يعد لها وجود كشأن "الحياة" وهي جريدة لصاحبها حفيظ التي توقفت عن الصدور من زمن بعيد و "لالة فاطمة" و VH Homme فضلا عن إقحامها للبعض الآخر الذي لا ينتمي إلى الفدرالية ك"Le Matin" ..
الفدرالية وفي محاولة للبحث عن مشروعية لها وعن منفذ تلج من خلاله إلى الميدان، لا تيأس في استعمال عبارة "الممثل الوحيد لقطاع الإعلام والاتصال في الاتحاد العام لمقاولات المغرب" لتوهم الجميع أنها هي الذراع الإعلامية ل" CGEM" ...
الملاحظة التي يمكن ان يخرج بها المتتبع هو ان سلوك الفيدرالية يعكس بعض السلوكيات التي تطبع الأشخاص المنتمين إليها، وهو نفس السلوك الذي كان يقوم به ولا يزال المدعو "ع ق" الذي استقدم جحافل من المواقع الالكترونية التي ليس لها وزن في ميدان الصحافة الإلكترونية إلى الفيدرالية الجديدة وذلك لتكرير نفس التجربة التي كان يقوم بها عبر رابطته، التي استقال منها والتي كان يستغلها لمصالحه الشخصية، حيث قام بتعيين زوجته وابنه ومجموع عشيرته فيها حتى يتسنى له قضاء مآرب لاعلاقة لها بالصحافة أو الإعلام.