ما زالت الاحتجاجات الاجتماعية العنيفة متواصلة بمناطق عدة من التراب الجزائري مما يؤشر على دخول اجتماعي ملتهب، تضافرت العديد من الظروف لإشعال فتيله. ذلك أن المواجهات تتجدد يوميا وسط العاصمة الجزائرية، بين السكّان الرافضين لمشروع ترحيلهم وعناصر الشرطة التي اضطرّت إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع، فيما لجأ العديد من أفراد الأسر المقيمة إلى غلق الطرق وحرق العجلات احتجاجا على ما وصفوه بالإقصاء.
و تحولت الاحتجاجات إلى مشادات عنيفة مع قوات الأمن، بالعديد من مناطق العاصمة حيث قام المحتجون برمي قوات الأمن بالحجارة التي ردت باستعمال خراطيم المياه و القنابل المسيلة للدموع.
و بقرية إيفوزار بتيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية أقدم ما لا يقل عن 330 عائلة باحتلال مقر البلدية احتجاجا على الإقصاء والتهميش الذي يعانون منه وغياب مشاريع تنموية بمنطقتهم التي تعاني نسب بطالة قياسية و خصاصا حادا في الماء الشروب.
وعاشت مدينة الجلفةجنوبالجزائر بدورها على وقع احتجاجات واسعة شارك فيها العشرات من سكان حي فوضوي نظموا مسيرة غاضبة إلى غاية وسط المدينة مطالبين بترحيلهم إلى سكنات جديدة.
وتسببت الإحتجاجات التي اندلعت أول بضواحي العاصمة الجزائرية والتي أشعل فتيلها حادث مقتل طفل في ال13 سنة منذ 4 أيام بسبب حادث مرور، في حرق عتاد ووثائق ملك لشركة عقارية بالمنطقة والتي شبت في بنايتها النيران، إثر أعمال شغب من طرف محتجين أغلبهم من سكان الأحياء الصفيحية.
و حمل أغلب المتظاهرين من الشباب زجاجات "مولوتوف" الحارقة، مما أدى لإصابة شرطي بحروق بليغة على مستوى الوجه و إصابة عميد شرطة بجروح بليغة، إثر تعرضه لضربة بحجر على مستوى الرأس من طرف محتجين على مشروع ديار الشمس لإعادة إيواء ساكنة حي صفيحي شابته خروقات و زبونية حسب رواية السكان المتضررين.