أظهرت نتائج جزئية للاستفتاء في روسيا على التعديلات الدستورية التي تخو ل فلاديمير بوتين البقاء في السلطة حتى 2036، تبنيها من قبل غالبية الناخبين، في عملية تندد بها المعارضة وتعتبرها مجرد مناورة تتيح للرئيس الروسي تعزيز سيطرته على البلاد. وبعد فرز نحو 30% من مراكز الاقتراع المنتشرة في الاتحاد الروسي المترامي الأطراف، نشرت نتائجها الأربعاء اللجنة الانتخابية المركزية، تبي نت موافقة 74,1% من الناخبين على هذه التعديلات التي تشمل إلى جانب مسألة ولايات الرئيس الحالي، تضمين الدستور قيما محافظة. وتدور نسبة المشاركة حول 65%. وكان الاستفتاء مقررا أساسا في 22 أبريل، لكن تم إرجاؤه بسبب جائحة كوفيد-19. وبهدف تجنب الازدحام الشديد في مراكز الاقتراع دون إضعاف نسبة الإقبال، تقرر تنظيم الاقتراع على مدى أسبوع من 25 يونيو إلى 1 يوليوز. ولم يكن ثمة شك في النتيجة، إذ تمت الموافقة على الإصلاحات من قبل السلطة التشريعية في بداية العام والنص الجديد للدستور سبق أن عرض للبيع في المكتبات. وفي الشهر الحالي، اعتبر بوتين أن هذا التعديل الذي يسمح له بالبقاء في الكرملين حتى العام 2036 بعد انتهاء ولايته الحالية في 2024، ضروري حتى لا تضيع البلاد في "البحث عن خلفاء محتملين". وتشمل الإصلاحات أيضا إدراج القيم المجتمعية المحافظة والوطنية، العزيزة على الزعيم الروسي، ضمن الدستور، كما والإيمان بالله وعدم تشريع زواج المثليين وتحسين الرواتب التقاعدية والحد الأدنى للأجور. ولم ينظ م معارضو الكرملين، بما في ذلك الخصم الأساسي لبوتين أليكسي نافالني حملة بسبب فيروس كورونا المستجد ولأنهم اعتبروا أن الاستفتاء يهدف فقط إلى إبقاء بوتين "رئيسا مدى الحياة". في سان بطرسبرغ، صر ح سيرغي غوريتسفيتوف البالغ 20 عاما بأنه ص وت ضد الإصلاح الذي يريده سي د الكرملين، لكن ه شكك في إمكان إحداث أي تغيير في المعادلة. وقال "صو تت ضد (الإصلاحات) وآمل أن نكون كثرا، لكني لا أعتقد أن هذا الأمر يمكن أن يحدث تغييرا. على الأقل عب رت عن رأيي". لكن في فلاديفوستوك أعربت المتقاعدة فالنتينا كونغورتسيفا البالغة 79 عاما عن سعادتها وقالت "بالنسبة إلينا نحن المتقاعدون، هذا أمر مهم، أن ترفع رواتبنا التقاعدية كل عام". وعن بوتين قالت "طالما لدينا رئيس جي د، الحياة ستكون كريمة". ويأتي التصويت في وقت تتراجع فيه شعبية بوتين على خلفية إدارة أزمة كوفيد-19 وتعديل متعلق بسن التقاعد. وتراجعت نسبة التأييد للرئيس الروسي من 79 بالمئة في مايو 2018 إلى 60 بالمئة في يونيو 2020. وبحسب معارضي النظام، ضاعفت السلطات جهودها لضمان النجاح الباهر للاستفتاء والمشاركة الكبيرة. وكان التدبير الأكثر لفتا للأنظار هو إقامة مراكز اقتراع موقتة في الهواء الطلق، في الساحات والملاعب الرياضية، لا تراعي تماما سرية التصويت ولا المراقبة الكافية لصناديق الاقتراع. وبحسب المعارضة، لا يهدف ذلك إلى حماية الناخبين من كوفيد-19، بل إلى فبركة نتائج مفص لة على قياس السلطة. وقال أحد القيمين على مركز للاقتراع في شمال غرب البلاد "عندما يتم التصويت على تعديلات دستورية عند جذع شجرة أو في صندوق سيارة، لا تشعر بأن الامر جاد". ونددت المنظمة غير الحكومية التي تشرف على الانتخابات "غولوس" بضغط المسؤولين والشركات على الموظفين لدفعهم إلى التصويت. كما أشارت المنظمة إلى وجود تفاوت كبير في نسب المشاركة بين منطقة وأخرى. من جهتها قالت رئيسة اللجنة الانتخابية إيلا بامفيلوفا إنه لم تسج ل "أي مخالفة كبرى طوال فترة التصويت".