من أجل المساهمة في مواجهة الوباء “كوفيد 19” وتداعياته، قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإطلاق العديد من إجراءات الدعم في جميع ربوع المملكة. ويتعلق الجزء الرئيسي من هذه الإجراءات بالتكفل بمصاريف التسيير والتجهيز، وكذا التهيئة لمراكز استقبال الأشخاص في وضعية غير مستقرة. وتتعلق هذه الإجراءات أيضًا بتسيير وتجهيز دور الأمومة، وهي منشآت استقبال مخصصة لإيواء النساء الحوامل اللاتي اقتربن من فترة الوضع. كما ان التغذية الجيدة للحوامل وأطفالهن حديثي الولادة الذين يعيشون في المناطق القروية وشبه الحضرية، أخذت حيزا مهما من الدعم المقدم من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمواطنينا خلال هذه الفترة الاستثنائية. وبمناسبة تخليد الذكرى ال15 لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله التي تتزامن مع التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية التي اعتمدتها السلطات المغربية للتصدي لجائحة كورونا، وتحت شعار " جميعا متحدون ومعبؤون للتخفيف من أضرار جائحة كورونا ولمواصلة مسيرة تنمية الرأس المال البشري"، عمدت المبادرة في هذه الظروف الاستثنائية التي يمليها السياق الزمني الحالي، إلى اتخاذ مجموعة من المبادرات. وفي هذا الصدد، عمدت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى رصد اعتمادات مالية بصفة استثنائية، وتسخير كافة مراكزها، ومواردها البشرية ووسائلها اللوجستيكية، لاتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات قصد التخفيف من الآثار الناجمة عن وباء كوفيد-19 على مستوى العمالات والأقاليم. كما قامت بإعداد برنامج تلفزي، يتضمن حصص بيداغوجية لفائدة الاطفال في سن التعليم الأولي، يتم بثه عبر بعض القنوات التلفزية التابعة للقطب العمومي. وخلال السنة المنصرمة، أطلقت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عددا من المبادرات، حيث أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، على تدشين أول منصة للشباب من الجيل الجديد "أركانة" للإنصات والتوجيه، وهي مبادرة تندرج في إطار البرنامج الثالث "تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب". وتعد هذه المنصة فضاء يساعد الشباب على تحقيق ذواتهم وطموحاتهم، عبر تزويدهم بوسائل متنوعة تمكنهم من تحفيز روح المبادرة والمقاولة لديهم، وتأهيل ولوج سوق الشغل مما يضمن لهم إدماجا سوسيو-اقتصاديا أفضل. كما تم برسم نفس السنة، تنظيم المناظرة الوطنية الأولى للتنمية البشرية بالصخيرات تحت شعار"تنمية الطفولة المبكرة، إلتزام من أجل المستقبل"، حيث تم ادراج ورشات علمية وبيداغوجية تهم مختلف المحاور والجوانب المتعلقة بتنمية الطفولة المبكرة، وكذا إلقاء عروض من طرف ثلة من الأساتذة الباحثين والأكاديميين والخبراء المغاربة والأجانب من ذوي الاختصاص.