في ما يلي ثلاثة أسئلة للسيد بكاري سامبي، مدير مركز التفكير "معهد تمبكتو - المركز الإفريقي لدراسات السلام" ، أستاذ باحث في جامعة غاستون بيرغر بسانت لويس (السنغال)، ومؤلف كتاب "السياسة الإفريقية للمغرب ، 2011 "، حول المبادرة الملكية للحد من انتشار وباء "كوفيد 19 " في إفريقيا : 1- اقترح صاحب الجلالة الملك محمد السادس إطلاق مبادرة لرؤساء الدول الإفريقية تهدف إلى إنشاء إطار عملياتي لمواكبة البلدان الإفريقية في مختلف مراحل تدبير جائحة "كوفيد 19". ما رأيك في هذه المبادرة ؟ - إن إطلاق المغرب مبادرة إفريقية بإشراك شركائه التقليديين، مثل السنغال وكوت ديفوار، يعد دلالة على ريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتأكيد على أن المغرب يتبنى موقفا واضحا يروم توحيد الطاقات البناءة على المستوى القاري. وسيكون من الأفضل أن تنضم بلدان أخرى إلى هذه المبادرة التاريخية التي تشكل نقطة تحول أساسية في العلاقات الدولية. لقد أبان المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن إفريقيا بمقدورها التخلي عن وضع قارة مستوردة للحلول وتحمل المسؤولية في اقتراح بدائل ذات مصداقية. 2 – في رأيكم، كيف يمكن لمثل هذه المبادرة أن تساهم في مواجهة تأثير الوباء على المستوى الصحي والاقتصادي والاجتماعي ؟ - هناك من يريد تحجيم الحضور المغربي في إفريقيا إلى مجرد تعاون اقتصادي بسيط فقط و"قوة ناعمة" يغذيها البعد الرمزي للدين، غافلا بذلك بعد التعاون جنوب - جنوب مع بقية دول القارة، وأيضا القطيعة النموذجية التي نهجها المغرب ضد النظرة التشاؤمية السائدة إزاء كل هو ما هو إفريقي. إن المقومات الاقتصادية للمغرب وأسلوبه الحالي القوي في مواجهة الوباء، تعد عناصر محفزة للتكفل الإفريقي بالأزمة الصحية من قبل بلدان المنطقة. فالجواب المغربي يقوم على اعتماد مقاربات اقتصادية وعلمية لمواجهة أزمة متعددة الأبعاد. 3- ما هي الاستراتيجية التي يجب اتباعها للتخفيف من صدمة أزمة فيروس كورونا وتجنب تداعياتها الكارثية على القارة ؟ - بالنسبة لمسألة تدبير هذه الأزمة ، أثبت المغرب قدرته على تعبئة رأسماله البشري كما لو كان كل مواطن قد تكلف بمهمة وطنية. لقد أظهر المغرب لباقي القارة أنه يمكن للبلدان الإفريقية تعبئة مواردها الذاتية، واختبار قدراتها لصياغة أجوبة ملائمة لأزمة بهذا الحجم دون أن تكون محدودة بسبب نقص الوسائل مقارنة مع بلدان الشمال .