في ظل الانتشار السريع لوباء كورونا الذي أصاب آلاف الاشخاص وحصد العديد من الارواح عبر العالم، فرضت الظرفية الحالية التي يعيشها المغرب اتخاذ مجموعة من التدابير والاجراءات الاحترازية حفاظا على الصحة العامة والامن العام، وفي هذا الإطار ربطنا الاتصال بهرم السلطة الرابعة الأستاذ خالد الجامعي لإيفادنا بتصريح في الموضوع وتحليله الخاص على ضوء ما يعيشه العالم والمغرب على وجه الخصوص بسبب جائحة كورونا ومختلف التدابير والإجراءات المتخذة لمحاربتها واللحد من انشارها.. وقال الأستاذ خالد الجامعي، بهذا الصدد، "لم أكن أنتظر رد فعل السلطات المغربية اتجاه التصدي لوباء كورونا والإجراءات التي تم اتخاذها، إذ أنها كانت في المستوى لأنها تميزت بالشفافية وكنت أنتظر أن يقولوا لنا العام زين"، على حد قوله. وأكد الجامعي على أنه "يصعب على الإنسان اليوم في هذه الحالة أن ينتقد الإجراءات بكيفية كبيرة"، مضيفا: "أنا أقول تمر هذه الحملة وبعدها يكون الحساب. سنراقب الوضع من بعيد حتى لا نقوم بالتأثير، لكن هذا لا يعني أنه لا يجب أن نقول للجهات المعنية: ردو بالكم. والحزم ليس هو العنف إذ يجب أن يكون الحزم بدون عنف"، مؤكدا في نفس السياق على وجوب "إعطاء الأهمية للعالم القروي لأن الحديث يكثر فقط عن المدن لكن يتم تغييب العالم القروي، فهناك قبائل تقوم في حياتها العادية بالتبضع ليوم واحد من السوق الأسبوعي لذلك يجب أخذهم بعين الاعتبار والاعتناء بهم ". وأوصى الأستاذ الجامعي المغاربة بأن يكونوا منضبطين للتعليمات قائلا :"على المغاربة أن يكونوا منضبطين حتى نمر من هذه المحنة وإن كان لدينا أي انتقاد فسنقوم به بعد مرور الجائحة، أما الآن علينا الانضباط"، مضيفا أن "على الناس ألا يكتبوا أي شيء كيفما كان على الفيسبوك ويتجنبوا نشر الأخبار الزائفة"، داعيا إلى "الضرب بيد من حديد على كل من يعمد إلى فعل ذلك". وفي سياق متصل، أشار الجامعي إلى أن "الجهات المسؤولة بالمغرب كانت لديها الشجاعة في اتخاذ مجموعة من القرارات الحازمة، أبرزها استخدام الكلوروكين لمعالجة كورونا، فالمغرب اتخذ هذا القرار الشجاع قبل فرنسا التي لم تكن تريد استخدامه ". وأضاف هرم السلطة الرابعة أن "هذه الفترة التي انتشر فيها وباء كورونا بينت أشياء لم نكن نعرفها كوجود المرأة ودورها الكبير في مواقع القرار بالداخلية، ومنهنّ قائدات، لم نكن نعرف أنهن موجودات وبهذا المستوى". وعن الغياب الملحوظ للأحزاب السياسية في ظل هذه الجائحة، قال الجامعي :"هل أصلا كانت هناك أحزاب سياسية حتى نقول عنها اليوم أنها غابت بل هي اليوم أكدت غيابها، فلو كانت موجودة لقامت بمساعدة الدولة في الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها"، وأعطى مثالا في هذا الصدد "بما قام به حزب الله اللبناني، الذي جند كافة عناصره للتصدي لهذا الوباء"، مؤكدا أن "هذا يسمى حزبا، لأنه حزب منظم وله قواعد، أما الأحزاب السياسية المغربية فهي مجرد أسماء، ليست لديها قواعد، فلو كانت موجودة لقامت بدور مهم في التوعية والتأطير لأنه من مهام الأحزاب، تأطير المجتمع"، مشيرا إلى أن "هذه المحنة بينت بأن الأحزاب السياسية غير موجودة وهذا ما كنا نقوله دائما"، موضحا في نفس السياق ان "ما يظهر اليوم هو أن الدولة وحدها هي التي تشتغل وعلى رأسها الملك إلى جانب وزارة الداخلية والمديرية العامة للأمن الوطني والجيش، الشيء الذي يؤكد غياب الأحزاب والنقابات والجمعيات".. وحول تداعيات كورونا على العالم أجمع والمغرب، على الخصوص، أضاف المحلل السياسي خالد الجامعي "عمليا لا يمكن أن يكون مغرب ما قبل كورونا هو نفس المغرب ما بعدها وذلك على جميع الاصعدة، إذ أن العالم كله ستتغير نظرته للأشياء"، مشيرا إلى أن "كورونا أظهرت هشاشة الأنظمة، فمثلا ظهر بأن الوضع الصحي في الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يختلف عن الوضع في آخر بلد نامي من دول العالم الثالث"، مضيفا أن كورونا كشفت "ضعف النظام الرأسمالي الذي يعطي الأسبقية للاقتصاد على حساب الإنسان كما أبانت عن هشاشة الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بعدم التعاون بين الدول المنضوية تحته". وفي سياق ذي صلة، أشار هرم الجامعي إلى أن "كورونا بينت صعود الصين وستصبح أقوى مما كانت عليه، إذ استطاعت السيطرة على الوباء بالتنظيم وأصبحت تساعد بلدانا أخرى"، مضيفا ان "نفس الشيء بالنسبة لروسيا فستخرج هي الأقوى بمجرد انتهاء الجائحة، ومن سيكون ضعيفا في نهاية المطاف هي الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا". وختم الأستاذ خالد الجامعي تصريحه بالقول "سيصبح هناك عالم جديد بعد كورونا، والمغرب ليس خارجا عن هذا الإطار، إذ لن يبقى كما كان عليه الآن، وسيكون لزاما عليه أن يغير كل شيء من الناحية الديمقراطية والصحة التي ظهرت هشة جدا ويجب الدفع بالمسؤولين إلى إعادة النظر في كل شيء وإلا سيؤدي ذلك إلى الانفجار"، على حد تعبيره.