وثقت صور التقطها شاهد عيان، مشاهد مرعبة من مستشفى مدينة بيرغامو شمالي إيطاليا، حيث ينتشر مرضى كورونا في كل زاوية، بعد تفشي العدوى في المدينة التي أصبحت الأكثر تضررا في البلاد من جراء الفيروس. ورغم أن مستشفى "Papa Giovanni XXII"، في بيرغامو الواقعة بإقليم لومبرديا، يعتبر واحدا من أكثر المستشفيات تقدما في أوروبا إلا أنه ينهار أو يكاد، أمام التزايد الضخم في أعداد مرضى فيروس كورونا المستجد. وظهرت في الصور طواقم طبية في المستشفى، وهي تدفع الأسرة المتحركة وعليها مصابون بالفيروس من نساء ورجال، وقد زودت الأسرة بأجهزة التنفس الاصطناعي، مما يشير إلى أن هؤلاء مصابون بالالتهاب الرئوي، أبرز أعراض الفيروس القاتل. ويدفع هؤلاء العاملين بالمرضى إلى عنابر مليئة أصلا بالمرضى، الذين يعانون من أوضاع رهيبة، إذ تمدهم أنابيب الأكسجين بالهواء النقي، الذي تتعطش له رئاتهم المعتلة. ولم يكن المرضى في العنابر فقط، بل أيضا في ممرات المستشفى، التي تعج بمرضى يعانون من أعراض كورونا بشكل واضح، خاصة ضيق التنفس. وحتى غرفة الطوارئ في المستشفى، تحولت إلى وحدة عناية مركزة، بعد أن امتلأت الوحدة الأصلية عن آخرها بالمرضى. ولا تزال هذه الغرفة تستقبل القادمين الجدد، الذين تبدو حالتهم سيئة للغاية. وفي أي مكان آخر بالعالم، هناك مرضى يعانون في غرف العناية المركزة لكن بأشكال متفاوتة، أما هنا فالمرضى على وشك الموت تقريبا. وبحسب الأطباء في المستشفى، فإن وصول مزيد من مرضى فيروس كورونا إلى المستشفى هو "الثابت الوحيد"، مؤكدين أن الوباء القاتل "خارج نطاق السيطرة تقريبا". وفي مخبترات المستشفى، يدرس الباحثون الفيروس ويحاولون العثور على عقار يمكنه التغلب عليه، لكنهم يقولون "إن الطريق لا تزال طويلة" حتى الآن. وكانت مدينة بيرغامو قد دعت شبكة "سكاي نيوز" لرصد حالة الطوارئ الكارثية غير المسبوقة التي تعيشها. ويقول مسؤول الطوارئ في المستشفى، الدكتور روبرتو كوسينتيني، إنه وفريقه "لم يروا شيئا مثل هذا من قبل". وحذر كوسينتيني، الدول الأخرى، خاصة المملكة المتحدة، من أنها قد تواجه مثل هذا السيناريو الكارثي، ما لم يتم الأخذ بالنموذج الصيني وغلق كل شيء. وأضاف أن ما يحدث هو أن المستشفى يستقبل مرضى مصابين بالتهاب رئوي حاد للغاية، مما يضغط على النظام الصحي. وتابعكوسينتيني: "في كل يوم يصل 50 إلى 60 مريضا إلى قسم الطوارئ لدينا، خاصة من المصابين بالالتهاب الرئوي، ومعظمهم في حالة سيئة للغاية، لدرجة أنهم بحاجة إلى كميات كبيرة جدا من الأكسجين".
وقال الطبيب الإيطالي إن إدارة المستشفى اضطرت إلى تحويل العديد من الأقسام، خاصة الطوارئ، إلى وحدات عناية مركزة، لافتا إلى أن هناك أكثر من 100 طبيب تخدير يعملون في المستشفى ويبذلون قصارى جهدهم "لكنه يبدو غير كاف". عن موقع "سكاي نيوز" بتصرف