أكد الخبير الصربي في القانون الدولي والمنظمات الدولية ميخايلو فوسيتش أن جبهة "البوليساريو" الانفصالية تعيش مزيدا من العزلة على الساحة الدولية، وذلك بعد إقدام العديد من البلدان الإفريقية على فتح قنصليات لها بالصحراء المغربية. وأوضح الخبير الصربي، في مقال نشرته وسائل إعلام صربية ، أن إقدام العديد من الدول الإفريقية، بالتشاور مع الحكومة المغربية، على فتح قنصليات لها في مدينتي الداخلة والعيون، ومنها الغابون وغينيا وغامبيا وساو تومي وبرينسيبي وجمهورية إفريقيا الوسطى وكوت ديفوار وجزر القمر، يعد تعبيرا من هذه الدول عن دعمها لموقف المغرب من الوضع في جهة الصحراء، ومعارضتها للانفصال وانتهاك القانون الدولي، ما يجعل الحركة الانفصالية تعيش مزيدا من العزلة على الساحة الدولية. وسجل أن موقف الجزائر من توالي افتتاح قنصليات بلدان إفريقية في جهة الصحراء، يؤكد أنها "ليست بلدا محايدا بالنسبة للوضع في جهة الصحراء"، وأنه "لديها مصالح لا تتوافق مع الحفاظ على وحدة المغرب وسيادته الترابية". ورأى الخبير في القانون الدولي أن الجزائر أظهرت من خلال هذا الموقف أنها "لا تحترم القرارات السيادية للبلدان وقواعدها الدبلوماسية، وتحاول التدخل في شؤونها الداخلية من خلال الضغط الدبلوماسي". ولم يفت السيد فوسيتش الحديث عن مخطط تنمية الأقاليم الجنوبية للصحراء المغربية، مبرزا أن المغرب أطلق سنة 2015، هذا المخطط الذي يتوخى تمكين هذه المناطق من الناحية الاقتصادية من خلال الاستثمار في خلق مناصب الشغل، وتحسين الخدمات العمومية وتعزيز روح المقاولة، ومن المتوقع أن يصل حجم الاستثمار إلى 8,1 مليار دولار بحلول متم سنة 2020. وأبرز أن مدينة الداخلة، ولاسيما الميناء الذي تم تشييده بها ، تعد تجسيدا لهذا الجهد التنموي وللتقدم الاقتصادي الذي تشهده المنطقة بأكملها. وبخصوص مبادرة تقديم مقترح الحكم الذاتي للصحراء، قال السيد فوسيتش إن المغرب قدم مقترح حكم ذاتي من شأنه ضمان حقوق سكان الصحراء في هذه الجهة، مبرزا أن مجلس الأمن الدولي رحب بهذا المقترح في العديد من القرارات. وقالت الصحيفة "لا جدال في أن ميليشيات البوليساريو ليست سوى دمية في يد الجزائر تحركها للضغط على المغرب"، مبرزة أنه رغم ادعاء النصر من قبل زعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي، الذي تتابعه العدالة الإسبانية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فإن وضع ساكنة مخيمات تندوف، التي تعيش الفاقة منذ أزيد من 40 سنة، لم تتحسن بل زادت سوءا. وأردفت الصحيفة أنه "ليس فقط الكثير من المواطنين عبر العالم من يشككون في وجود حرية بالمخيمات التي تسيطر عليها البوليساريو، ولكن أيضا عدد من السياسيين بمختلف البلدان يقرون بأن دعاية الانفصاليين لا تروم تحسين معيش الصحراويين المحتجزين في تندوف، وإنما الامتثال لأوامر وتوجيهات الجزائر".