بعد أكثر من عشر سنوات، تقف الحكومة الأميركية ومؤسس ويكيليكس جوليان أسانج، اليوم الإثنين، وجهاً لوجه أمام محكمة شديدة الحراسة في لندن، في جلسة استماع تتعلّق بتسليمه لواشنطن، في قضية يتهمه فيها المسؤولون الأميركيون بنشر مجموعة من الوثائق العسكرية السرية. ويبدأ قاض في محكمة ولويتش كراون الاستماع إلى مرافعات محامي السلطات الأميركية، والذين يريدون محاكمة أسانج بتهمة التجسس التي يمكن أن تصل عقوبتها إلى 175 عامًا كحد أقصى في السجن. وتعقد جلسة تسليم أسانج بعد سنوات من النزاع الدبلوماسي والقانوني دفعت الأسترالي البالغ من العمر 48 عامًا، الذي اشتهر بكونه فاضح أسرار دولياً، إلى منفى اختياري داخل سفارة الإكوادور في إنكلترا ثم السجن في سجن مشدد الحراسة في بريطانيا. وأسانج مسجون في سجن بيلمارش جنوبلندن، منذ توقيفه في إبريل 2019 في سفارة الإكوادور التي لجأ إليها قبل سبع سنوات. ويواجه أسانج 18 اتهاماً في الولاياتالمتحدة تتعلق بنشر وثائق سرية. وقال ممثلو الادعاء إنه تآمر مع محللة استخبارات الجيش الأميركي تشيلسي مانينغ لاختراق جهاز كمبيوتر في وزارة الدفاع الاميركية (بنتاغون) وتسريب مئات الآلاف من البرقيات الدبلوماسية والملفات العسكرية السرية بشأن الحرب في العراق وأفغانستان. وتزعم السلطات الأميركية أن أنشطة "ويكيليكس" تعرض حياة الأميركيين للخطر. لكن أسانج يقول إنه كان يعمل صحافياً ويخضع لحماية قانونية بحسب التعديل الأول، ويضيف أن الوثائق المسربة كشفت عن ارتكاب مخالفات عسكرية أميركية. ومن بين الملفات التي نشرتها ويكيليكس تسجيل مصور عن هجوم بمروحية من طراز أباتشي عام 2007 تابعة للقوات الأميركية في بغداد أسفر عن مقتل 11 شخصًا، بينهم صحافيان من وكالة "رويترز". وترى منظمات حماية الصحافيين ومنظمات الحريات المدنية بما فيها "منظمة العفو الدولية" و"مراسلون بلا حدود" إن التهم الموجهة إلى أسانج تشكل سابقة مخيفة على انتهاك حرية الصحافة. والسبت الماضي، تظاهر مئات الأشخاص في لندن تحت شعار "أفرجوا عن أسانج"، احتجاجاً على إمكان تسليم مؤسس موقع "ويكيليكس".