في تصريح غريب آخر، قال عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري المعين من قبل المؤسسة العسكرية ضدا على الإرادة الشعبية، إن "بإمكاننا إحلال السلام بسرعة في ليبيا، لأن الجزائر هي وسيط صادق وذو مصداقية، وتحظى بالقبول لدى جميع القبائل الليبية..."! وأضاف تبون، في حوار لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أن الجزائر أعلنت مبكرا عام 2011 أن الإطاحة بالقذافي "ليست الطريقة المثلى لحل المشاكل"، داعيا الدول الأجنبية إلى عدم "خوض الحروب بالوكالة"، مضيفا انه "يجب الالتزام بعدم بيع الأسلحة والتوقف عن جلب المرتزقة ... نحن نوفر لليبيين الغذاء والدواء وليس الأسلحة لقتل بعضهم البعض، وإذا استمر تفكك ليبيا في غضون سنة، سنة ونصف السنة، فإن أوروبا ومنطقة البحر المتوسط ستكون لها صومال جديدة على حدودها مع عواقب محددة على استقرارها وأمنها". كلام تبون، الذي يحاول البحث عن شرعية دولية مفتقدة في ظل الرفض الشعبي بالداخل، يبعث على الضحك ويكشف النفاق والتناقض بين أقوال المسؤولين الجزائريين وما يمارسونه من أفعال على أرض الواقع، إذ كيف لبوق النظام العسكري أن يدعي بأن هذا الأخير بإمكانه "إحلال السلام بسرعة في ليبيا" وهو لا يستطيع حتى توفيره في الداخل، ومن ذا الذي منح الجزائر صفة "الوسيط الصادق وذي المصداقية" كما ادعى ذلك تبون؟ كيف لنظام ديكتاتوري يمارس القمع والقتل في حق أبناء الجزائر أن يتحلى بكل هذه الخصال؟ وهل يعتقد الجنرالات بأن العالم لا يعلم بما تقوم به المخابرات العسكرية والفرق الأمنية المختصة الجزائرية في مالي ودول الساحل جنوب الصحراء ومن يمول ويساند رموز الجماعات الإرهابية ويأويها على أراضيها؟. كيف لنظام يرعى الإرهاب ويساهم في عدم استقرار المنطقة الادعاء بأنه قادر على استثباب الأمن بليبيا؟ إنها لعمري أقصى درجات الكذب والنفاق ... كيف لنظام يرعى عصابات البوليساريو ويأويها على "أرضه" أن يسمح لنفسه بالحديث عن "الالتزام بعدم بيع الأسلحة والتوقف عن جلب المرتزقة"؟ هل ما يقوم به مرتزقة البوليساريو ليس حربا بالوكالة تقوم بها الجزائر ضد المغرب، في وقت تدعي فيه بأنها محايدة وألا علاقة لها بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية؟، لماذا خرجت الخارجية العسكرية الجزائرية وفقدت صوابها(إن كان لها عقل أساسا) عقب فتح كوت ديفوار ودول افريقية أخرى لقنصلياتها العامة بالعيون والداخلة؟، لماذا انبرى النظام العسكري الجزائري للدفاع عن مرتزقة البوليساريو من بين كل دول العالم؟. إن القول بأن ".. أوروبا ومنطقة البحر المتوسط ستكون لها صومال جديدة على حدودها مع عواقب محددة على استقرارها وأمنها.."، هي محاولة فاشلة ومفضوحة لممارسة نوع من التخويف المقرون بالابتزاز المبطن ضد الدول الأوروبية، وذلك لترك النظام العسكري في الجزائر يصول ويجول بالمنطقة وعدم تعريضه للعقوبات والضغوط التي من شأنها وضع حد لمغامراته وتصرفاته الرعناء ضد شعبه وشعوب المنطقة..