أكد نائب الرئيس التنفيذي لمنقطة شمال إفريقيا لمجموعة "هواوي" عملاق الاتصالات الصينية، فيليب وانغ، اليوم الاثنين في بكين، أن المغرب يتوفر على مؤهلات متعددة تجعله قطبا على صعيد إفريقيا في المجال الرقمي. وأبرز وانغ، خلال عرض قدمه أمام وفد مغربي، أثناء زيارته لمركز لعرض الخدمات تابع لهواوي في بكين، أن هذه المؤهلات تتمثل في مناخ الاستقرار السياسي الذي تتمتع به المملكة، وتطور اقتصادي وبنيات تحتية متقدمة مقارنة مع اقتصادات إقليمية، وخزان من الكفاءات مع مقرات إقليمية لشركات متعددة الجنسيات، إلى جانب العامل الديمغرافي والثقافة واللغات. وأضاف أنه يتعين على المغرب، من أجل أن يتموقع كقطب رائد في تطوير المجال الرقمي في القارة الإفريقية، أن يعمل على تشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المجال، وتسريع التحول الرقمي لقطاعات الصناعة، وخلق فرص عمل ترتبط بالمجال الرقمي، وكذا العمل على تطوير الإبتكار وقدرات الكفاءات في المجال ليصبح مركزا للابتكار في القارة، فضلا عن النهوض بالصادرات والشراكات في المجال مع اقتصادات إقليمية، وتعزيز صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات و"التكنولوجيا الخضراء". كما تطرق إلى التعاون الذي يجمع بين "هواوي" والمغرب في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات سواء مع فاعلين وطنيين في المجال أو قطاعات وجامعات ومؤسسات عمومية وخاصة، مذكرا أن "هواوي" دخلت السوق المغربي في 1999 وتتوفر على مقر بالرباط قبل أن تفتتح بالدارالبيضاء مقرا آخر إقليمي لمنطقة شمال إفريقا في 2018. وفي هذا الصدد، قال وانغ "نحن شريك رئيسي في التحول الرقمي مع كافة الشركاء في المغرب"، مبرزا أن الشركة تتعاون مع الفاعلين الرئيسيين في مجال الاتصالات ك"إنوي"، و"اتصالات المغرب"، و"أورانج" لتوفير الحلول وتطوير خدمات الاتصالات. وأعرب عن استعداد "هواوي" للعمل مع هؤلاء الشركاء في مجال الاتصالات لإطلاق شبكة الجيل الخامس في المغرب، والتي أطلقتها الشركة في العديد من المناطق في العالم، مبرزا تطلع المجموعة للعمل مع المغرب لجعله مركزا رائدا في مجال التكنولوجيا الفائقة لخدمة إفريقيا بأكملها وتعزيز قدرته التنافسية في المنطقة. كما ذكر مسؤول "هواوي" بتوقيع الشركة اتفاقيات تعاون مع ثماني جامعات مغربية بشأن تكوين حوالي 12 طالب في غضون ثلاث سنوات، وإطلاق برنامج "بذور المستقبل" بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، مخصص للطلبة المغاربة الأكثر تفوقا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث يستفيد 10 طلبة من هؤلاء المتميزين من تكوين لمدة شهر في جامعات صينية ومختبرات "هواوي" للتكنولوجيا في مدينة شينزين، فضلا عن اتفاقية مع الوزارة في 2018 لإحداث منصة رقمية للتربية. وأشار إلى أن المجموعة تعمل أيضا مع العديد من الشركاء الآخرين مثل المكتب الوطني للسكك الحديدية، مبرزا مساهمة "هواوي" في توفير التكنولوجيا اللازمة لتأمين خدمة الاتصالات عبر "جي اس ام - إر" للقطار فائق السرعة بالمغرب، والذي يعتبر الأول من نوعه في إفريقيا. وقال "لنا الشرف بالمساهمة في هذا المشروع الكبير". من جانب آخر، قدم وانغ للوفد المغربي، الذي زار مركز "هواوي" ببكين على هامش تدشين الخطوط الملكية المغربية أولى رحلاتها الجوية المباشرة بين الدارالبيضاءوبكين، نبذة عامة عن شركة "هواوي" التي تأسست عام 1987، وهي متخصصة في تصنيع معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية والالكترونيات. وأبرز أن الشركة التي يجد مقرها الرئيسي في مدينة شينزين بجنوب الصين، هي أيضا مزود عالمي بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والأجهزة الذكية والبنى التحتية التكنولوجية وشبكات الاتصالات والخدمات السحابية، ويعمل بها أكثر من 194 ألف موظف، بينهم 96 الف يعملون في مجال البحث والتطوير، ولها فروع في أكثر من 170 دولة ومنطقة حول العالم. كما أوضح للوفد المغربي، أن المجموعة وقعت أزيد من 60 عقدا تجاريا لإنشاء وتطوير شبكات الجيل الخامس في العديد من البلدان من مختلف القارات. يذكر أن مجموعة "هواوي" حققت رقم معاملات في 2018 بلغ 107 مليار دولار، فيما وصل رقم المعاملات خلال الأشهر التسعة الأولى من 2019، 147 مليار دولار، رغم سياق الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة وسلسلة القيود الأمريكية على الشركة. كما اطلع الوفد بمناسبة هذه الزيارة لمركز "هواوي" على آخر التطورات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمجموعة وخاصة ما يرتبط باستخدامات شبكة الجيل الخامس في مجالات الإعلام والبث التلفزيوني والواقع الافتراضي، وتدبير "المدن الذكية"، والنقل، والصناعة، والخدمات، والصحة، وكذا نوعية محطات الإرسال الخاصة بتقنيات الجيل الخامس التي تتميز بصغر حجمها وسهولة تركيبها وقوة نطاق تغطيتها للشبكة. ويعرض مركز "هواوي" الذي تبلغ مساحته 7000 متر مربع، أحدث الخدمات التي أطلقتها "هواوي" في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات السحابية والحلول الذكية سواء للشركات أو الأفراد، إلى جانب منتجات الشركة من هواتف وساعات ذكية وكمبيوترات لوحية وغيرها. وتم تصميم المركز لتسهيل عملية التواصل والحوار بين الشركة وعملائها، حيث يمكن لهم من خلال زيارة للمركز استكشاف الاتجاهات المستقبلية للشركة، والتحديات والاستراتيجيات في المجال، وكذا التبادل التفاعلي للحلول والمقترحات.