سلط مركز التفكير الكولومبي "سبيلاتام" الضوء على الحمولة الدبلوماسية الكبيرة لفتح جمهورية جزر القمر المتحدةوغامبيا لممثيليتين قنصليتين لهما مؤخرا بالأقاليم الجنوبية للمغرب. وكتبت مديرة مركز "سبيلاتام"، كلارا ريفيروس، في مقال بعنوان "الصحراء المغربية: قطب للتنمية والفرص من أجل افريقيا"، أن افتتاح هاتين القنصليتين العامتين يشكل "في الآن ذاته تثمينا للرؤية الإفريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لصالح قارة يحركها تعاون قوي بين دولها، وأيضا شهادة قوية تبرز الأمن والاستقرار اللذين تتمتع بهما الأقاليم الصحراوية للمملكة في سياق إقليمي مضطرب". وأضافت المحللة السياسية الكولومبية أن هذه التطورات الدبلوماسية الهامة تأتي لتوطيد "صورة وإشعاع الصحراء المغربية كنقطة ارتكاز للمملكة المغربية في القارة التي تنتمي إليها، وقطبا للتنمية داخل افريقيا طبقا لرؤية جلالة الملك"، مشيرة إلى أن الصحراء المغربية تتوفر على جميع المؤهلات الضرورية "لتكون قطبا للتنمية والفرص من أجل إفريقيا والأفارقة". وذكرت ريفيروس بأن غامبيا قد افتتحت، الثلاثاء الماضي، قنصلية عامة لها في الداخلة لتحدو حدو جمهورية جزر القمر المتحدة، التي افتتحت قنصلية عامة لها بالعيون في 18 دجنبر الماضي، فيما افتتحت الكوت ديفوار قنصلية شرفية لها في 26 يونيو الماضي بالعيون. وفضلا عن كونه يشكل عملا سياديا، فإن افتتاح قنصليات عامة بالأقاليم الصحراوية يستجيب للمعايير والممارسات الديبلوماسية طبقا لاتفاقية فيينا حول العلاقات القنصلية لسنة 1963، تضيف كلارا ريفيروس، مسلطة الضوء على دعم البلدان الافريقية المتزايد للوحدة الترابية للمغرب. وثمنت المحللة السياسية الكولومبية في هذا السياق وجاهة السياسة الافريقية للمملكة، التي تبلورت في ظل قيادة جلالة الملك، موضحة أنه ما بين 2000 و2019، أبرمت المملكة 1629 اتفاق تعاون مع نصف عدد الدول الافريقية بفضل خمسين زيارة أجراها جلالة الملك إلى القارة. وأبرزت أنه إلى جانب تعزيز العلاقات الثنائية، مكنت هذه الزيارات من إرساء تحالفات استراتيجية على مختلف المستويات وإعادة تحديد أسس تعاون أعمق مع مختلف البلدان الافريقية، مؤكدة أن السياسة الافريقية للمغرب قد أتت أكلها ومكنت المغرب من تعزيز ريادته بافريقيا. وخلصت الخبيرة الكولومبية في قضايا المغرب العربي إلى أنه خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، اعتمد الاتحاد الافريقي مقاربة أكثر واقعية ذات علاقة بالنزاع الإقليمي حول الصحراء، وذكرت بالخطوط العريضة للبيان الختامي للمؤتمر الوزاري الافريقي حول دعم الاتحاد الافريقي للمسار السياسي للامم المتحدة بشأن النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية الذي انعقد يوم 25 مارس 2019 بمراكش.