كتبت صحيفة (فوروم ديزاس) الكونغولية أنه "قد لا يكون مفاجئا رؤية" جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي يقيم عشرات الآلاف من مواطنيها في المغرب، تفتح تمثيلية قنصلية في الأقاليم الجنوبية و"تحدو بذلك حدو" بلدان إفريقية فتحت مؤخرا قنصليات هناك. وقالت اليومية في عددها الصادر أول أمس الخميس "ماذا لو فتحت جمهورية الكونغو الديمقراطية قنصلية عامة بالصحراء المغربية"، مضيفة أنه "قد لا يكون مفاجئا رؤية جمهورية الكونغو الديمقراطية التي يقيم أزيد من 3000 من مواطنيها على الأرض المغربية المضيافة، علاوة على مئات الطلاب- تحدو حدو بلدان إفريقية أخرى"، مؤكدة أن الأمر يتعلق ب"مبادرة من شأنها تأكيد أن مغربية الصحراء أمر لا رجعة فيه". وذكرت الصحيفة الكونغولية بأن بلدانا إفريقية فتحت حديثا قنصليات لها في الأقاليم الجنوبية، في مسار من شأنه تعزيز السيادة الوطنية وتقويض أطروحة الانفصاليين من أساسها. ففي 18 دجنبر الماضي، افتتحت جمهورية جزر القمر المتحدة قنصلية عامة في العيون. وقال القنصل العام لهذا البلد الإفريقي بالعيون، السيد سيد حسن، إن "فتح هذه القنصلية العامة يأتي ليؤكد على مغربية الصحراء وعلى العلاقات الأخوية" التي تجمع المغرب وجمهورية جزر القمر المتحدة. من جهتها، فتحت جمهورية غامبيا قنصلية عامة في مدينة الداخلة. وقال وزير الخارجية الغامبي مامادو تانغارا، الذي ترأس إلى جانب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، حفل تدشين هذه التمثيلية الدبلوماسية إن هذا القرار يندرج في إطار نهج تتبعه غامبيا منذ استقلالها، ألا وهو الاعتراف بمغربية الصحراء. وأكد السيد بوريطة أن فتح قنصلية جمهورية غامبيا في الداخلة، وقبلها قنصلية جمهورية القمر بالعيون، يأتي ليؤكد أن مغربية الصحراء أمر محسوم ولا رجعة فيه. وقالت صحيفة (فوروم ديزاس) إن هذه "البادرة ذات الحمولة الدبلوماسية الكبيرة هي، في جوهرها، تماسك وانسجام مع كل من مغربية الصحراء ووجود جاليات إفريقية كبيرة في هذه الأقاليم المغربية في ظل السياسة الكريمة للهجرة واللجوء التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأضافت أن فتح هذه القنصليات العامة هو أيضا "في نفس الوقت اعتراف بالرؤية الإفريقية لجلالة الملك من أجل قارة يسودها تعاون قوي بين الدول الإفريقية، بالإضافة إلى ما يمثله من شهادة قوية على الأمن والاستقرار اللذين تتمتعان بهما الأقاليم الصحراوية للمملكة في سياق إقليمي مضطرب". وتجدر الإشارة، تتابع الصحيفة، إلى أن هذين الحدثين الدبلوماسيين الهامين يأتيان لتعزيز "صورة وإشعاع الصحراء المغربية كنقطة ارتكاز للمملكة المغربية في قارة الانتماء والتي يرغب جلالة الملك في أن تصبح قطبا للتنمية داخل القارة". وتابع كاتب المقال أن جمهورية الكونغو الديمقراطية يمكن أن تحدو حدو هذه الدول، مؤكدا أن فتح التمثيلية الدبلوماسية لهذا البلد في الأقاليم الجنوبية سيكون خطوة وجيهة للغاية "بالنطر إلى العلاقات الوثيقة التي يعززها التضامن الملموس والتعاون بين البلدين". وذكرت الصحيفة بأنه "منذ الساعات الأولى للاستقلال، كان المغرب دوما إلى جانب الشعب الكونغولي كلما تعرضت الوحدة الترابية لجمهورية الكونغو الديمقراطية لأي تهديد"، مضيفة أن قضية الوحدة الترابية تهم المغاربة مثلما تهم الكونغوليين، وأن الصحراء تمثل رهان الوحدة الترابية للمغرب.