أكد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، أن استمرار عجز الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان عن تمهيد الطريق لتشكيل حكومة جديدة تتحلى بالمصداقية لإدارة الأزمات الراهنة التي تشهدها البلاد، عزز من خيبة أمل أعضاء مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان. وشدد كوبيش، في تصريح صحفي، عقب لقاءات أجراها مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، أمس الإثنين، على وجوب تخلي السياسيين اللبنانيين عن التصورات المسبقة لديهم في شأن حل الأزمة الراهنة، وأن يستلهموا من المواطنين اللبنانيين الأفكار في سبيل علاج الأزمة. من جهة أخرى، تطرق المسؤول الأممي لأحداث العنف والاشتباكات التي شهدتها العاصمة اللبنانيةبيروت يومي السبت والأحد الماضيين، مؤكدا أن "تأجيل الحل السياسي للأزمة الحكومية الراهنة من شأنه أن يوجد أرضية خصبة للاستفزازات والتلاعب السياسي". وفي وقت سابق، أعلنت الرئاسة اللبنانية، وللمرة الثانية، تأجيل الاستشارات النيابية، التي كانت مقررة الإثنين، لتسمية رئيس للوزراء إلى الخميس المقبل، وذلك لإفساح المجال أمام مزيد من الاستشارات في موضوع تشكيل الحكومة. يشار إلى أن اجتماع مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان الذي عقد في باريس، دعا إلى تشكيل حكومة جديدة تتمتع بالمصداقية، لتستعيد ثقة اللبنانيين وتلبي تطلعاتهم، وتكون قادرة على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الاقتصادية الواسعة، والنأي بالبلاد عن الأزمات الإقليمية، محذرا من أن لبنان يواجه مشاكل اقتصادية واجتماعية عميقة وضعت البلد في حالة خطر وتفكك اقتصادي. وكانت شوارع بيروت قد تحولت على مدى اليومين الماضيين إلى ساحات اشتباك على نطاق واسع بين المتظاهرين والقوى الأمنية، حيث استخدم المتظاهرون الحجارة والعبوات البلاستيكية والمفرقعات النارية في الاعتداء على قوى الأمن وقوات مكافحة الشغب والتي ردت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع بغزارة. ومنذ أن استقالت حكومة الحريري، في 29 أكتوبر الماضي تحت وطأة احتجاجات شعبية، يطالب المحتجون بتشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على التعامل مع الوضعين السياسي والاقتصادي. ويمر لبنان بأزمة اقتصادية خطيرة وسط ركود اقتصادي وارتفاع نسبة البطالة أضيف إليها مؤخرا تراجع قيمة العملة المحلية في السوق السوداء وقيود فرضتها المصارف على السحب وتحويل الاموال.