قرر تجار العاصمة الرباط توحيد صفوفهم وذلك لمحاصرة الباعة المتجولين، أو "الفراشة"، الذين يعرضون بضائعهم أمام الدكاكين بأهم الشوارع بالمدينة، وكذا العاطلين عن العمل الذين يحتجون بشكل مسترسل طيلة الأسبوع، مما يؤدي إلى إغلاق منافذ الشوارع من خلال مطاردة القوات المساعدة لهم، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا للتجار وعبئا إضافيا عليهم بات يهددهم بالعجز والإفلاس. وفي هذا الاطار سيتم عقد دورة استثنائية، الجمعة المقبل، بتنظيم من غرفة الصناعة والتجارة وبحضور ممثلي التجار لأجل تدارس مجموعة من النقاط تهم بالأساس انتشار التجارة غير المهيكلة واحتلال الملك العمومي، بعمالة ولاية جهة الرباطسلاالصخيراتتمارة، وهي الذاهرة التي باتت تشكل تضييقا على التجار الرسميين الذين يؤدون بانتظام الضريبة، هذا بالإضافة إلى انتشار "معارض البيع المباشر"، حيث لوحظ خلال السنة الماضية انتشار معارض البيع المباشر بشكل مستفحل، والتي يتم تنظيمها دون الرجوع للغرفة ودون تفعيل مذكرة وزير الداخلية بخصوص ضوابط منح تراخيص إقامة المعارض أو الأيام التجارية.
كما عبر التجار عن أسفهم بسبب ارتفاع الرسم الضريبي والجبايات المحلية، حيث يعاني الكثير من التجار الصغار والمتوسطين من عبء التعدد الضريبي، وهو ما سيتم الخروج بشأنه بتقرير ستتم إحالته مباشرة على الجهات المعنية لاتخاذ التدابير الأزمة بهذا الشأن.
يشار إلى ان غرفة الصناعة والتجارة توصلت بتقرير أسود عن التجارة في العاصمة، حيث يعاني قطاع التجارة بالولاية من أزمة حادة تؤثر بشكل كبير على مردوديته وتهدد مستقبله، حيث يعزى هذا التراجع في جانب كبير منه إلى الانتشار الكبير للمساحات الكبرى ذات الإمكانيات المالية الهائلة والمنافسة غير المشروعة التي تشكلها القطاعات غير المهيكلة كظاهرة الباعة المتجولين وتجارة التهريب، وانتشار معارض البيع المباشر التي أضحت تؤثر بشكل سلبي على التجارة المنظمة وعلى وضعية وجبايات الخزينة العامة، فضلا عن الثقل الجبائي والتعدد الضريبي الذي يعاني منه التجار الصغار، حيث يخضع هؤلاء التجار وخاصة في المدن الكبرى كالرباطوسلاوتمارة لأكثر من 14 ضريبة ورسما جبائيا، فضلا عن الحركات الاحتجاجية المتكررة التي تشهدها بعض شوارع الرباط والتي باتت تشكل تهديدا حقيقيا وعبئا إضافيا على التجار.