تم توشيح الحاخام جوشوا بيتون، الزعيم الروحي للطائفة اليهودية السفاردية "إم هابانيم"، من طرف صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة حسناء، باسم جلالة الملك محمد السادس، بوسام العرش من درجة ضابط، في حفل عشاء أقيم بلوس أنجلوس يحتفي بالدولة العلوية باعتبارها "دولة تسامح"، نظمته الطائفة اليهودية السفاردية "إم هابانيم". الزعيم الروحي للطائفة السفاردية "إم هابانيم"، التي أسسها المغاربة قبل 45 عامًا. وُلد في مدينة وزان، حصل على تكوينه في المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، وهو محاضر يتحدث أربع لغات بطلاقة. ويجمع بين رؤية سفاردية / مغربية متأصلة وبين معرفة عميقة بواقع وتحديات المجتمع الحديث. وهو حفيد الحاخام الذي حكم الجالية اليهودية في مسقط رأسه طيلة أكثر من نصف قرن. ففي حوار مع دوزيم، أعرب الزعيم الروحي للطائفة السفاردية عن ارتباطه الوثيق ببلده الأصلي، وتحدث عن ذكرياته التي يحتفظ بها عن المغرب، كما تطرق إلى الروابط التي تجمع الجالية اليهودية من أصل مغربي بالمملكة.
نص الحوار: ما هو شعورك وأنت توشح اليوم من طرف صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة حسناء، باسم جلالة الملك محمد السادس، بوسام العرش؟ إنه مؤثر للغاية. إنه لمن دواعي سروري أن أحصل على هذا التوشيح المرموق من ملك بلدي الذي لدي الكثير من الحب والاحترام. كما أن هذا التوشيح يأتي اعترافا وتقديراً للقيم التي غرسها والداي وأجدادي لخدمة مجتمعي. حدثنا عن طفولتك بالمغرب؟ لقد ولدت في وزان، الأرض التي دفن فيها الحاخام عمرام بن ديوان، وأحتفظ ذكريات جد رائعة عن ذلك الوقت. ثم بعد ذلك عشت في مدينة فاس حيث عايشت المؤسسة اليهودية، كما أنني أتذكر، كما لو كانت بالأمس، أجواء الاحترام المتبادل بين الجيران المسلمين واليهود. وبفضل تعزيز التسامح والعيش المشترك والكرم الذي حققه ملوك المغرب، تمكنا من الحفاظ على ذكرياتنا التي لا تنسى منذ طفولتنا. ما هي الروابط التي تربطك بالمغرب اليوم؟ نحن نعيش هنا بلوس أنجوس منذ عدة عقود. غادر عميد طائفتنا المملكة منذ أكثر من 70 عاما، لكننا جميعا نستمر في الاحتفال بتراثنا ونعيش فيه. اليوم ونحن في أقصى الغرب الأمريكي بكاليفورنيا يشعر أبناؤنا وأحفادنا أنهم مغاربة، كما أنهم يفتخرون بالانتماء إلى بلد أسلافهم. لماذا اخترت تكريم ملوك المغرب؟ أردنا أن نحيي السلالة العلوية على قيم التسامح، وعلى وجه الخصوص جلالة الملك محمد السادس الذي فعل الكثير لطائفتنا بالمغرب. وأمر جلالته بالحفاظ على المعابد واستعادة مقابر المملكة. أردنا أن نظهر له امتناننا. لأجل ذلك تم تنظيم هذا الحفل اعترافا واحتفالا بالمغرب باعتباره دولة تسامح. كيف ستعملون على إدامة هذه الروابط لنقلها إلى الأجيال المقبلة؟ نحن نقوم بذلك بشكل طبيعي للغاية في الحياة اليومية، هناك في المقام الأول القيم المغربية والمتمثلة في كرم الضيافة وحسن الجوار، فضلا عن تقوية الروابط الأسرية واحترام كبار السن. كما أننا نحرص الحفاظ على هذه الروابط من خلال ممارسة العبادة وفقا للطقوس اليهودية المغربية. ونسعى جاهدين لتعزيز التراث الموسيقي المغربي الذي نحتفل به في هذا الكنيس اليهودي كل يوم اثنين. كما أننا لا ننسى مطبخنا الأصيل وتقاليدنا وعاداتنا التي أردنا الحفاظ عليها، كطريقتنا للاحتفال بالأعراس وفق التقاليد المغربية.