يشارك وفد مغربي مهم حاليا في الدورة الثانية لمنتدى إفريقيا للاستثمار التي تحتضنها جوهانسبورغ، والتي تشكل فرصة لاستعراض مؤهلات المملكة للمستثمرين الأفارقة والأجانب، وكذا مساهمتها في جهود التنمية الاقتصادية في القارة. وخلال يوم افتتاح هذا المنتدى، عقد أعضاء الوفد المغربي سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين من العديد من البلدان الإفريقية وممثلي وكالات التمويل وكبرى مقاولات القطاعين العام والخاص ومندوبي الصناديق السيادية والاستثمار والتقاعد. وشكلت جاذبية المملكة التي ما فتئت تتأكد بفضل الإصلاحات التي تم تنفيذها خلال العقدين الماضيين، محور هذه اللقاءات. وتم بالمناسبة استعراض مختلف النقاط التي تمثل قوة المغرب، لاسيما استقراره السياسي وموقعه الجغرافي الاستراتيجي باعتباره ولوج بامتياز في القارة الأفريقية ، ومشاريعه الضخمة للبنية التحتية، وكذا القطاعات الرئيسية التي طورت فيها المملكة ميزة تنافسية مشهود لها بما في ذلك الطاقات المتجددة والمنتجات المالية. كما يتعلق الأمر بمزايا لا تمر مرور الكرام في التقارير الدولية والقارية التي يطلع عليها المستثمرون بعناية. كما تم التطرق خلال هذه اللقاءات إلى مساهمة المغرب، باعتباره فاعلا أساسيا في المشهد القاري، في جهود التنمية في إفريقيا، وهو دور يظل مطلوب من الشركاء الأفارقة الذين يثقون في رائد قاري جعل من النهوض بالتعاون جنوب -جنوب جزء أساسيا من سياسته الخارجية. وتم بالمناسبة استعراض عدد من قصص النجاح المغربية في العديد من البلدان الإفريقية. ويشكل منتدى الاستثمار الإفريقي المعروف ب(دافوس إفريقيا)، والذي يعقد للسنة الثانية على التوالي في جوهانسبورغ بمشاركة رؤساء دول ورجال أعمال وممثلي صناديق تقاعد وصناديق سيادية ومستثمرين مؤسساتيين، واجهة مفضلة بالنسبة للمغرب لتأكيد صورته في إطار دبلوماسية اقتصادية جريئة ومنفتحة. يشار إلى أن هذا المنتدى الذي يسعى لأن يشكل منصة لبلورة صفقات مربحة في أفريقيا، مكن خلال دورته لسنة 2018 من عقد حوالي 50 صفقة بقيمة 39 مليار دولار. من جهة أخرى، سيتم يوم غد الثلاثاء عقد اجتماع مهم حول الاستثمارات في المغرب. تحت عنوان "المغرب - ربط سلاسل القيمة العالمية". وسيتميز اللقاء بمشاركة العديد من المستثمرين والفاعلين المؤسساتيين من إفريقيا وخارجها. وينظم هذا المنتدى من طرف البنك الإفريقي للتنمية الذي تربطه بالمغرب علاقات ممتازة منذ عدة سنوات، حيث تعد المملكة أول متلق للتمويلات من هذه المؤسسة المالية القارية. ويضم الوفد المغربي المشارك في هذا الحدث ممثلين عن الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن) والمكتب الشريف للفوسفاط، ومجموعة (التجاري وفا بنك)، و(إثمار كابيتال)، والقطب المالي الدارالبيضاء، و(ديانا هولدينغ) والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، وكذا وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.