شكل موضوع "الفن الملتزم في المغرب: واقع وآفاق" محور المائدة المستديرة التي نظمتها مساء أمس الأربعاء المكتبة الوطنية للمملكة المغربية٬ تكريما للفنان الأمازيغي امبارك أولعربي٬ في الذكرى الثانية لرحيله.
وقد قاربت هذه المائدة المستديرة ٬ التي نظمت بمساهمة جمعية أصدقاء امبارك أولعربي تحت شعار "الفن الملتزم بالمغرب: واقع وآفاق" ٬ مسار هذا الفنان الأمازيغي الموسيقي والشاعر والتشكيلي المعروف بنبا٬ والذي وافته المنية في أوج عطائه عن سن يناهز 28 سنة في 9 يناير 2011.
وأوضح الكاتب المغربي زيد أوشنا خلال هذه الندوة ٬ التي حملت عنوان "مقاربة أكاديمية لحلم قيثارة" ٬ أن الحضارة الأمازيغية في الجنوب الشرقي المغربي تتميز بتنوعها الشديد على مستوى اللغة واللباس والتقاليد والأعراف ٬ مما كان له الأثر الكبير على الأغنية الأمازيغية٬ معتبرا أن تراث الأغنية الأمازيغية في هذه المنطقة ما فتئ يروج لقيم كونية.
وأشار أوشنا إلى أن موهبة امبارك أولعربي تفتقت في سياق فني أثثته مجموعات موسيقية يقودها بعض الفنانين الأمازيغ كموحى ملال من وارزازات الذي ساعد شابا من قرية "ملعب"٬ كان يحمل قيثارته ويعبر عن موهبة فذة في العزف والغناء٬ قبل أن يصبح "نجما" من نجوم الأغنية الأمازيغية للجنوب الشرقي للمغرب٬ خاصة بعد أن بدأ يكتب بنفسه قصائد أغانيه ويلحنها ويغنيها مع فرقته التي اختار لها اسم "صاغرو باند".
ومن جهته قرأ موحى ابن ساين قصيدة من كتاب بالأمازيغية والعربية والفرنسية٬ يضم قصائد امبارك أولعربي٬ وشهادات بعض معارفه٬ أصدره فرع الرشيدية لاتحاد كتاب المغرب في السنة الفارطة ٬ تحت عنوان "نبا"٬ قبل أن يسترسل في الحديث عن منجزات هذا الأخير.
واعتبر ابن ساين أن "نبا"٬ الحاصل على إجازتين واحدة في العلوم السياسية والثانية في الدراسات الفرنسية٬ قد ساهم في النهوض بالثقافة والفن الأمازيغيين من خلاله تجربته الإبداعية التي ارتكزت على الالتزام والكلمة الهادفة والقيم العميقة والانتصار للهامش.
وقد تم عرض شريط سينمائي يتناول مسار امبارك أولعربي وشهادات بعض من معارفه فضلا عن مقطوعات من أغانيه٬ كما تم عرض برنامج إذاعي يتكلم فيه امبارك عن تجربته الفنية.
ومن جهته٬ قال السيد أنور مزروب٬ إعلامي بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية وعضو اللجنة التنظيمية٬ أن تكريم هذا الفنان يأتي تقديرا لمكانته الفنية المتميزة باعتباره أحد رموز الموسيقي الأمازيغية ٬ الذي غنى للتسامح والتعايش والحب٬ مشيرا إلى أن هذا أولعربي خلف مجموعة من الألبومات والإنتاجات الفنية باللغات الأمازيغية والفرنسية والأنجليزية.
للإشارة فامبارك أولعربي يعتبر فنانا موسيقيا وشاعرا وفنانا تشكيليا يهتم بالبورتريهات والطبيعة فضلا عن كونه عازفا على القيثارة والهارمونيكا والبندير وغيرها من الآلات الموسيقية.