قال رئيس جمهورية رواندا ، بول كاغامي، بمراكش، إنه "من مسؤوليتنا، كأفارقة، تملك مصالحنا الذاتية وتنمية قارتنا حتى تحقق أقصى إمكاناتها". وأوضح كاغامي في كلمة خلال مأدبة عشاء نظمت على هامش الدورة 12 لمؤتمر السياسة العالمية "أننا انتظرنا كثيرا من الوقت، بل قرونا"، مضيفا "إفريقيا إن كسبت فلها وإن لم تكسب فعليها". وبعدما أوضح أن التجارة تسهم كثيرا في تحسين أداء اقتصاديات كل بلد، أضاف السيد كاغامي أن البحث عن مزي ة نسبية يقود غالبا إلى ثمار في التنافسية والثروات، قائلا "لأجل ذلك، وفي وقت ما، رشح مفهوم المساعدة في التجارة وذاع صيته". وأضاف أن المرام تجلى في تعزيز كفايات البلد الاقتصادية حتى ينتقل من الارتهان إلى الاكتفاء الذاتي، فالرفاه، موردا "أنه كان من الحري أن يتم اعتماد هذه المقاربة منذ البدء". وذكر الرئيس الرواندي بكون إفريقيا ترتبط راهنا مع العالم برمته ب"علاقات تجارية متينة"، سواء مع أوروبا أو الهند، أو أمريكا الشمالية، أو حتى الصين، لافتا إلى أن القارة تطمح "إلى أكثر من استثمارات وتبادلات تجارية مع العالم بأسره، لأنها مثمرة للجانبين". وفي هذا الصدد شدد كاغامي على أهمية اتحاد البلدان الإفريقية كمجموعة إقليمية، مشيرا إلى أن الحواجز الداخلية التي تعيق حرية التنقل والتجارة بالقارة ماضية في الامحاء، رغم أنه يتعين القيام بالمزيد في هذا الباب. وفي هذا السياق لفت إلى أن منطقة التبادل الحر القارية توجد حيز الخدمة وسيشرع في المبادلات التجارية في يوليوز 2020، مبديا أمله في أن يحي ن هذا الاتفاق بشكل جذري صيغة الأعمال بإفريقيا وبباقي العالم. وبشأن "نبرة القلق والانهزامية" التي تسم النقاشات السياسية الراهنة، اعتبر كاغامي "أن الأمر يتعلق بالتوجس من خسران شيء عوض الطموح إلى القيام بالأحسن". وخلص قائلا "حتى العلم والتكنولوجيا، محركا التقدم البشري، يتم تمثلهما كإشكاليات، على شاكلة الذكاء الاصطناعي والمحاصيل المعدلة وراثيا". وأوضح كاغامي ألا "رجع صدى لهذا التشاؤم بإفريقيا"، مضيفا أن هناك "عزيمة لنا جميعا حتى نعيش أحسن حياة". وأبدى ارتياحه للوقوف "على مؤشرات معتبرة للتقدم لاسيما في مجالات الصحة والتشبيك والحكامة والعائدات"، مشددا على أهمية "إيجاد حس الأمل والتفاؤل، متى تم فقدانهما". كما أوضح الرئيس الرواندي أنه "بمستطاعنا أن نكون أفضل شركاء، مما يعني أننا جموع الحاضرين هنا وهناك، علينا أن نشتغل سويا". وخلص إلى أن هذا سيضعنا في سكة عالم أفضل كل شخص يجني ثماره". كما شكر كاغامي المنظمين على الجودة المقدرة لمؤتمر السياسة العالمية الذي يراد له أن يكون محفلا يتمحور حول استباق ورسم معالم المستقبل وليس كابحا للتغيير. إثر ذلك جرى افتتاح جلسة أسئلة-أجوبة بين الحضور والرئيس كاغامي الذي انتهز المناسبة لبسط نموذج بلده الناجح. وأوضح الرئيس الرواندي أن الفلسفة التي يتأسس عليها النموذج الرواندي بإمكانها أن تستنبت بعموم تراب إفريقيا والعالم، مضيفا أن هذا النموذج ناجح لأنه يجعل من المكون البشري مناط كل الأنشطة المزمع بلورتها كما يسهر على إشراك الناس في أجرأتها. كما ألح على ضرورة تغيير العقليات، موردا أن السلطات الرواندية تبنت انفتاح النقاش مع الساكنة في كل ولايات البلد قصد إخبارهم بمختلف المشاكل المطروحة والآليات المتوسل بها لحلحلتها. وأفاد كاغامي بأن بلاده استثمرت في الصحة وتعليم النساء اللائي يشكلن نسبة 52 بالمئة من الساكنة، مضيفا أن المكون النسوي شرع في تقديم إسهامه في تنمية اقتصاد البلاد، مما كان له بالغ الأثر على المجتمع المحلي. وكان رئيس جمهورية رواندا، السيد بول كاغامي، قد حل ظهر، بمراكش، للمشاركة في أشغال الدورة ال12 لمؤتمر السياسة العالمية (وورلد بوليسي كونفيرانس).