أكد المدعي العام الفرنسي المتخصص في قضايا مكافحة الارهاب السبت السيناريو الجهادي للهجوم الذي استهدف مركزا للشرطة في باريس، موضحا ان المهاجم اعتنق "فكرا اسلاميا متطرفا" وكان على اتصال بافراد من "التيار الاسلامي السلفي". وعقد جان فرنسوا ريكار مؤتمرا صحافيا عرض فيه بالتفصيل وقائع الهجوم الدامي الخميس والذي خلف اربعة قتلى قبل ان يتم قتل منفذه. وأوضح مد عي النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب أن التحقيقات الأولية كشفت "تأييد (المهاجم) لبعض التجاوزات التي ارتكبت باسم هذه الديانة" و"سعيه الى عدم التواصل مع النساء بعد اليوم" و"تبديل عاداته لناحية ملابسه منذ بضعة أشهر". واضاف أن ميكايل هاربون (45 عاما) الذي يعمل منذ 2003 في دائرة المعلومات في مركز شرطة باريس تخل ى في الواقع "عن أي زي غربي واستبدله بزي تقليدي للتوجه الى المسجد". وعزز رصد خطه الهاتفي فرضية التخطيط لعمل عنيف، وخصوصا انه تبادل صباح الهجوم "33 رسالة نصية" مع زوجته التي مدد الجمعة توقيفها رهن التحقيق. وأورد ريكار "خلال هذا الحديث، استخدم المهاجم كلمات ذات بعد ديني انهاها بعبارة +الله اكبر+"، موضحا أن ه حض زوجته على ات باع الإسلام وقراءة القرآن، ناقلا عن أشخاص يعرفون المهاجم أن ه أدلى "بعبارات مماثلة" في الليلة التي سبقت الهجوم. وكان المهاجم ابتاع سكينين صباح يوم الاعتداء واستخدمهما ليهاجم العديد من زملائه بين الساعة 10,53 ت غ والساعة الحادية عشرة ت غ، قبل ان يرديه شرطي متدرب في باحة مركز الشرطة. وبعد تحقيقات استمرت 24 ساعة، تسلمت نيابة مكافحة الارهاب التحقيق الجمعة على خلفية حصول "اغتيال ومحاولة اغتيال من جانب شخص يتمتع بسلطة عامة على صلة بمؤسسة ارهابية". ومذاك، يحمل اليمين واليمين المتطرف الحكومة مسؤولية التقصير ويطالبان بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية "لكشف مواطن خلل". وقال زعيم كتلة حزب الجمهوريين اليميني في مجلس النواب كريستيان جاكوب لفرانس برس إن "القضية خطيرة جدا"، داعيا الى التعامل معها "بجدية بالغة لانها تعني الامن وفاعلية اجهزة استخباراتنا". بدورهم، طالب العديد من نواب الحزب باستقالة وزير الداخلية كريستوف كاستانير، ورأى النائب اريك سيوتي انه "لم يعد مؤهلا لمواصلة مهمته". وبعيد الهجوم الخميس، صرح كاستانير أن المهاجم "لم تظهر لديه أي صعوبات مرتبطة بالسلوك" و"إي إشارة تنذر بشيء ما". وتشكل هذه المأساة تحديا جديدا للشرطة الفرنسية التي تواجه منذ أشهر صعوبات جمة، وخصوصا انتقادات لكيفية إدارتها الشأن الامني في العاصمة في ظل أزمة "السترات الصفراء". وعلق مصدر في الشرطة "من الصعوبة بمكان أن نفسر كيف نجح (المهاجم) في الافلات من رادارات" جهاز مكافحة الارهاب داخل الشرطة. وقال قائد شرطة باريس ديدييه لالمان "ما يزيد من فظاعة هذه المأساة ان موظفا لدينا ارتكبها"، مؤكدا أن الظروف الأمنية داخل مركز الشرطة "مثالية تماما".