ودعت صحيفة إكسبريس الأمريكية قراءها و غادر عالم الصحافة الورقية إلى غير رجعة بعنوان مثير لآخر عدد لها :"نتمنى أن تستمتعوا بجوالاتكم الحقيرة" !!، وذلك في اشارة الى زحف الاعلام الرقمي على الصحافة الورقية التي باتت مهددة بالانقراض، واصبح اختفاؤها مجرد مسالة وقت لا غير. ومما لا شك فيه أن عدداً كبيراً من القراء في العالم بدأ في العزوف عن قراءة الصحف الورقية، وقد يكون ذلك لعجزها عن ملاحقة الأحداث المتسارعة والمتجددة على مدار الساعة، الأمر الذي أدى إلى الاتجاه نحو الصحافة الإلكترونية والمواقع الإخبارية على الشبكة العنكبوتية، وبدأت صحف كبيرة في إطلاق مواقع إلكترونية لها. ولعل أهم التحديات التي تواجه الصحف الورقية هي ارتفاع تكاليف صناعة الورق وسعره والمواد الأولية، إلى جانب انخفاض مستوى التوزيع، الأمر الذي جعل صحف عريقة تعلن عن إيقاف نسختها المطبوعة، والاكتفاء بالنسخة الرقمية، ولعل أهم وأول هذه الصحف هي صحيفة "كريستيان ساينس مينتور" الأمريكية التي خفضت من أعداد نسخها المطبوعة إلى 200 ألف نسخة، ذلك قبل أن تتوقف نهائيا عن الصدور ورقياً، واكتفت بموقعها على الإنترنت حيث يزوره نحو مليون مستخدم يوميا. وتعتبر صحيفة "الإندبندنت" هي أول الصحف البريطانية تحولاً للصيغة الرقمية بالكامل، وحتى كبريات الصحف الأمريكية لم تسلم من هذه التحديات، ومن أهمها صحيفة "نيويورك تايمز" التي تراجعت أسهمها بنسبة كبيرة بلغت 55 بالمئة، ما أضطرها إلى تخفيض رواتب العاملين بها بنحو 5 بالمئة، وتراجع أعداد محرريها إلى 1225 بعد أن كان 1330 محرراً، وفى فرنسا أيضاً توقفت صحيفة "فرانس سوار" التي اكتفت بنسختها الإلكترونية، بعد أن تراجعت مبيعاتها إلى أقل من 40 ألف نسخة يومياً ، والأمر ينطبق أيضا على المغرب، إذ تنذر الأزمة الحالية في المبيعات بقرب نهاية عهد الصحف الورقية.