من الألطاف الإلهية بوطن اسمه المغرب أن كائنات مثل "ذاك الصحفي" أنوزلا" ، ومن على شاكلته، ليس في موقع سلطة أو حكم وإلا لخربت بيوت وهدمت صوامع وبيع، ولما استطاع مغربي واحد أن يجأر بالشكوى ،فبالأحرى أن يعبر عن قلقه سواء بالكتابة أو بالخروج إلى الشارع كما يفعل اليوم العديد من الشرائح والقطاعات في مغرب الحريات والتعددية والتنمية . لقد جاء الوقت لنتساءل : ماذا يفعل أنوزلا داخل بيت الصحافة ؟ منذ أن دخل هذا الشخص ب"سباطه" وهو يدنس المقام بنجاسته وخزعبلاته وترهاته من دون أن ينتبه لحظة أن رائحته أزكمت أنوف القريب والبعيد على حد سواء. مرة يطالب بحرية التعبير وهو يمارسها كمن يمارس الزنا , ومرة ينفي وجودها كلية ,وأحيانا كثيرة ينكر بجرة قلمه كل إنجاز أو تقدم أو مكتسب يتم في هذا البلد . مثل هذا التصرف في الصحافة ،إذا اعتبرنا أن ما يصدر عن هذا الشخص يمكن أن يصنف في دائرة العمل الصحفي، لا يوجد في أدبيات الصحافة إلا عند شخص مثل أنوزلا خريج " مدرسة شباكوني" التي تسمح لنفسها بدوس ودهس الجميع . اليوم يعيب على شباط ،الأمين العام لحزب الاستقلال، وجوده في الحكومة ناسيا أو متناسيا أن السياسة فيها كر وفر؛ إقبال وإدبار؛ شد وجذب ، كما أنها فن الممكن وتليين أو تطويع المستحيل ليصبح ممكنا . ليس في السياسة فائز دائما كما ليس فيها خاسر دائما؛ هي تناوب وتداول على السلطة: اليوم في الحكم وغدا في المعارضة. هي أدبيات السياسة في الأنظمة الديموقراطية التي تلفظ وترفض كائنا على شاكلة خريج " مدرسة شباكوني". في لحظة حقد أعمى ,اختلط فيها الحابل بالنابل لدى "ذاك الصحفي " أنوزلا الذي كثيرا ما يزهق له "رأس الخيط" فيبدأ في ترقيع الكلام عله يسعفه في تقديم شيء ما للناس . جدلا ،ليس هناك وجه شبه لا بين علال الفاسي وامحمد بوستة، ولا بين عباس الفاسي وحميد شباط وإلا لما تم انتخاب هذا الأخير على رأس حزب الاستقلال في مرحلة مفصلية في تاريخ المغرب وتاريخ الحزب . كل لما خلق له . لا يجب أن ننسى أن شباط كانت له من الجرأة والصلابة التي مكنته من إحداث زلزال في المشهد الحزبي المغربي , وأيضا على مستوى الأحزاب المغاربية والعربية على الأقل ، ليفرض التغيير الذي ظلت تنادي به قواعد الحزب منذ مدة . كما لا ينبغي أن ننسى- ياصاحب الذاكرة القصيرة- أن حزب الاستقلال ظل ، منذ نشأته، يرفع ويطالب ويساند ويدعم مطالب الشعب المغربي ، بجميع طبقاته وفئاته وشرائحه، في وقت مبكر جدا لم يكن فيه حس لما يسمى اليوم ب"الحراك" أو "الربيع العربي" أو حتى ما تسميه ب"غضب الشارع"، بل في زمن لم يكن يجرؤ فيه من على شاكلتك بفتح فاهه ، بل كان فيه عملاء ، على شاكلتك، لا يترددون في مبايعة الاستعمار وتجديد الولاء له كل صباح ، وفي نفس الوقت التنكر للشرع و الشرعية . ومثل هذا الموقف هو الذي شجع الاستعمار للإقدام على نفي الملك الشرعي والاعتماد على "معلمي مدرسة شباكوني" الذين منحوك شهادة التخرج بامتياز مكنتك من التسلل إلى مجال الصحافة .. بالنسبة لفضيحة "النجاة" , فهي قضية حكومة , وقضية إدارات ومؤسسات, وقضية أجهزة , كان على الحكومة المعنية بها أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة ، لا أن يتم إلصاق التهمة بمسؤول معين ،كان عباس الفاسي أو غيره . فأين هو إذن هذا التضامن الحكومي التي تطبل اليوم به؟ ليس هذا دفاعا عن عباس الفاسي ، فهو رجل قانون ، وأدرى بالدفاع عن نفسه . أما " البلطجية" الذين تزعم أنهم جيء بهم لإخراج المعطلين المعتصمين بمقر الحزب ، فهم أناس عاديون ، ومناضلون شرفاء يعملون في المقر، تفاهموا مع المعتصمين بشأن الانسحاب. من المجحف حقا أن يأتي دجال، في آخر الزمن، يزعم أن حزب الاستقلال " لم يحمل في أي يوم من الأيام مشروعا مجتمعيا حقيقيا دافع عنه وتبناه." من دوخ الاستعمار ودهاقنته وأوحى لهم بضرورة قطع "رأس الأفعى " (كما كان الاستعمار يسمي حزب الاستقلال) لكي يخلو لهم الجو ؟ من كان يطلق على حزب الاستقلال حزب الإرهاب الذي له علاقة بدول المحور؟ ثم إذا كان هذا الحزب لا يحمل مشروعا مجتمعيا ، لماذا كانت تتعرض جريدته لمقص الرقيب، ولماذا تعرض زعماؤه ومناضلوه لجميع أنواع التعذيب والتنكيل والتشريد والنفي والسجن والإبعاد ؟ ومن كان ينغص الحياة على أوفقير واكديرة غير حزب الاستقلال؟ وإذا كان الحزب" أنتج أشباه المتعلمين" ,فأين تعلمت أنت ؟ في مخيمات تندوف أم في معسكرات كوبا؟ وهل تعلم أن الزعيم علال الفاسي من أوائل الذين نادوا بالأمازيغية وبالأمازيغ الذين كان يقول "إنهم الرجال الأحرار" في وقت كان فيه الناس يتحدثون عن " البربر" ؟ كفى من " تتياك الكارتا" وخلط الأوراق بغرض التهييج . يكفي أن نعرف أنك صنيعة "مدرسة شباكوني" التي جعلت منك "أراجوز " في لعبة "كاش كاش" ؛ تظهر وتختفي مثل الثعلب. يبقى أن نهمس لك بأن أمر بقاء أو انسحاب حزب الاستقلال وغيره ليس شغلك، لأن قرار المشاركة أو قرار المعارضة يعود إلى الاستقلاليين أنفسهم من خلال أجهزتهم التقريرية أيها الجاهل. لقد دنست بيت الصحافة بحذائك النجس. فماذا تفعل في هذا البيت الموقر ؟