بعد أن انتهت هيأة الحكم بجنايات فاس ودفاع المتهمين من استنطاق الشاهد، أجرى رئيس هيأة الحكم مواجهة بين الشاهد والمتهمين الأربعة المنتمين الى حزب "العدالة والتنمية" قبل أن تؤخر المحكمة مواصلة الجلسة التي حددت لها تاريخ 10 شتنبر المقبل، فيما ظل دفاع المطالب بالحق المدني يطالب بمواصلة الجلسة بغية طي الملف قبل العطلة القضائية . فبعد أزيد من ساعة ونصف استحضر خلالها الشاهد الخمار الحديوي تفاصيل واقعة الاعتداء عليه وعلى الضحية بعد إنزالهما من سيارة الأجرة من الصنف الثاني التي استقلاها من محطة الحافلات في اتجاه حي سيدي إبراهيم بعد مغادرتهما كلية العلوم بظهر المهراز . وأكد الشاهد لهيأة الحكم أن حامي الدين هو الذي وضع رجله على عنق الضحية تسهيلا لتعريضه لضربة بواسطة حجرة " التروتوار" على مستوى الرأس من طرف ثلاثة من المتهمين الماثلين أمام الهيأة القضائية ، بعد تخييرهما بالطريقة التي سيقتلان بها على اعتبار أنهما من الخونة والكفار . تفاصيل الشهادة التي أداها الشاهد الذي ظل تحت تصرف هيأة دفاع المتهمين الذين أمطروه بسيل من الأسئلة بحثا عن الخلل في تصريحاته مؤكدين لرئاسة هيأة الحكم أن الشاهد الذي كان في حالة إغماء كيف تأتى له تحديد تفاصيل الواقعة، وكيف له أن يستحضر ذلك بعد مضي 26 سنة. يشار إلى أنه قبل انطلاق جلسة يوم أول أمس الثلاثاء، أشهر دفاع المتهمين الوثيقة الأصلية المتعلقة بتقرير التشريح الطبي الذي خضعت له جثة الضحية بعد وفاته بالمستشفى يوم فاتح مارس من سنة 1993، طالبا من المحكمة تضمينها لملف القضية لكون ما هو متوفر في الملف هو صورة شمسية للتقرير . وكان قاضي التحقيق قد قرر متابعة المتهمين الأربعة دون توفره على النسخة الأصلية للتقرير . وبعد بين النيابة العامة ودفاع المطالب بالحق المدني، قررت هيأة الحكم الاحتفاظ بالصورة الشمسية للتقرير وعدم استبعادها كما ألح على ذلك دفاع المتهمين . يشار إلى أن جلسة يوم أمس الثلاثاء لم تختلف عن الجلسات التي يحاكم فيها ابتدائيا القيادي حامي الدين وإعادة محاكمة أربعة " بيجيديين " استئنافيا بعد طعن هيأة محكمة النقض بالرباط في القرار الاستئنافي القاضي بتأييد القرار الابتدائي القاضي ببراءة المتهمين الأربعة من الأفعال المنسوبة إليهم بعد استبعاد شهادة شاهد الإثبات.