تم، اليوم الأربعاء بالرباط، التوقيع على اتفاقيتي قرض بمبلغ إجمالي يصل إلى 2.27 مليار درهم بين حكومة المملكة المغربية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي. وبمقتضى هاتين الاتفاقتين اللتين وقعهما وزير الاقتصاد والمالية محمد بنشعبون، والمدير العام ورئيس مجلس إدارة الصندوق عبد اللطيف يوسف الحمد، بحضور وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء عبد القادر اعمارة، يمنح الصندوق للمغرب قرضا بمبلغ إجمالي يصل إلى 72 مليون دينار كويتي (أي ما يعادل 2.27 مليار درهم مغربي). وبهدف هذا القرض إلى المساهمة في تمويل كل من مشروع تعلية سد محمد الخامس بالجهة الشرقية للمملكة ومشروع إنشاء الطريق السريع المداري لمدينة العيون. وسيساهم مشروع تعلية سد محمد الخامس في تحسين تنظيم مياه وادي ملوية، وتعويض انخفاض السعة التخزينية للسد نتيجة لتراكم التسربات في بحيرته؛ مما سيمكن من تأمين المياه الصالحة للشرب وتكثيف النشاط الزراعي في المنطقة. وبخصوص مشروع الطريق السريع المداري لمدينة العيون، فإنه يعد جزء من المحور الطرقي الواصل بين تزنيتوالعيون والداخلة الذي يتم إنجازه حاليا في إطار تنزيل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة. ويشكل هذا المحور الطرقي أهم شريان يصل شمال المغرب بجنوبه كما أنه يشكل صلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي. وبالمناسبة، أشاد بنشعبون، ب"الدعم المتواصل للصندوق العربي للمشاريع الإنمائية بالمغرب، مسجلا أن الشراكة مع الصندوق تتجاوز أربعة عقود من الزمن، إذ تعود أول عملية تمويلية من الصندوق العربي لفائدة المغرب إلى عام 1975. وذكر الوزير، في هذا السياق، بأنه قد تم توقيع 72 عقد قرض خلال هذه الفترة، بقيمة إجمالية بحوالي 4,4 مليار دولار، علاوة على تقديم 27 معونة لفائدة المملكة بقيمة إجمالية تناهز 19,4 مليون دولار. وأوضح أن "المشروعين موضوع اتفاقيتي القرض يدخلان ضمن أولويات الحكومة المغربية، باعتبارهما يقعان في صلب السياسة التنموية لبلادنا في شقيها المتعلقين بالتدبير المعقلن للموارد المالية من جهة، وتطوير وتنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة من جهة ثانية". من جهته، أشار اعمارة، في تصريح للصحافة، إلى أن الأمر يتعلق ب"مشروعين كبيرين يندرجان في إطار السياسة العمومية المغربية في مجال الماء والنقل"، مضيفا أن "مشروع تعلية سد محمد الخامس سيسهم في توفير كميات إضافية من المياه تصل إلى مليار متر مكعب". وبخصوص المشروع الثاني، سجل الوزير أن مشروع الطريق السريع الذي يربط تيزنيت بالداخلة يتسم بخصوصية بناء جسر يمتد ل1,7 كيلومتر، مضيفا أن "اختيار الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي للتمويل راجع إلى المعدلات التفضيلية المثيرة للاهتمام". من جانبه، أكد المدير العام ورئيس مجلس إدارة الصندوق، أن مشروع الطريق السيار لمدينة العيون، يكتسي أهمية خاصة، مقارنة مع الطريق السيار المغاربي الذي يمول الصندوق جزء كبيرا منه. وأشار إلى أن الصندوق يطمح إلى المساهمة في تمويل مزيد من المشاريع التنموية بالمغرب مستقبلا، مشيدا بالعلاقات الجيدة التي تربط الصندوق بالمملكة و"التي تعكس النجاعة في تنفيذ المشاريع الممولة من طرف الصندوق".