لا أعتقد بأنه من الحكمة أن نتعامل بحساسية مع تدوينه رئيس الحكومة التونسية المتعلقة بوصفه لقرار سيادي لهيئة رياضية مستقلة عن السياسة وهي الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ، وصفه لها بالمهزلة . فتلك التدوينة في الحقيقة ليست موجهة لا للكاف ولا للوداد البيضاوي ، بل موجهة للإستهلاك الداخلي، لأن رئيس الحكومة التونسية لم يكن ليبقى صامتا وهو الذي كان يعول على الكرة وعلى الترجي لربح بعض الوقت في الأزمة السياسية والإقتصادية والحكومية الخانقة التي تمر منها بلاده. ذلك أن قرار الكاف بإعادة المباراة في ملعب محايد يعرض تونس ، في حالة خسارة اللقب ، إلى خطر انتشار غير مسبوق للإحتجاج العشوائي والعنيف، مما قد يتسبب له داخليا، كما جاء على لسانه بشكل ما، في انفلات أمني خطير، وهو المحاط اليوم بليبيا التي تعيش حالة حرب والجزائر التي تعرف أزمة شرعية وصراع على السلطة، وهذا ما جعله من حيث يدري أو لا يدري، يستشعر الخطر ويقوم بهذه القفزة في الهواء ولو أنني أخشى أن قفزته هذه ستتسبب له في السقوط على رأسه.