تستأنف، اليوم الخميس 16 ماي الجاري، أمام غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بسلا محاكمة المتهمين بقتل سائحتين اسكندنافيتين، وذلك بتهم ضمنها "تشكيل خلية إرهابية" و"القتل العمد" و"الإشادة بالإرهاب". وينتظر ان تشهد جلسة اليوم، التي يتابع فيها 24 متهما، مناقشة التفاصيل الشكلية والطلبات الأولية للدفاع، حسب ما أورده مصدر لوكالة فرانس برس حيث أكد أنه "بالنظر لحجم ملف الاتهام المكون من مئات الصفحات وعدد المتهمين ينتظر أن تستغرق المحاكمة عدة أشهر". ويتزامن استئناف المحاكمة في ثاني جلساتها، اليوم الخميس، مع ذكرى الهجمات التي نفذها متطرفون انتحاريون ينحدرون من حي عشوائي في الدارالبيضاء يوم 16 ماي 2003، واستهدفت عدة مواقع في العاصمة الاقتصادية مودية بحياة 33 شخصا. يشار أنهه عثر على جثتي الطالبتين الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن (24 عاما) والنروجية مارين أولاند (28 عاما) في منطقة معزولة بجبال الاطلس الكبير في منطقة امليل ضواحي مراكش، والتي يقصدها هواة رياضة المشي والتجو ل في الجبال. ويتهم المشتبه بهم الرئيسيون بذبح الضحيتين وقطع رأسيهما. وهم يواجهون عقوبات يمكن أن تصل إلى حد الإعدام. وقال خالد الفتاوي محامي عائلة الطالبة الدنماركية لوكالة فرانس برس "نريد أن نفهم أولا قبل أن نتقدم بأية طلبات لجبر الضرر، ولو أن لا شيء يمكنه جبر ضرر العائلات". ويعتزم محامي العائلة التي نصبت نفسها طرفا مدنيا في هذه المحاكمة المطالبة بتنفيذ حكم الإعدام في حق القتلة "ولو أن البلدين اللذان تنحدر منهما الضحيتان يعارضان مبدئيا تطبيق هذه العقوبة" حسب المحامي. وما يزال القضاء المغربي يصدر أحكاما بالإعدام لكن تطبيقها يبقى معلقا عمليا منذ سنة 1993، ويثير إلغاؤها نقاشا في البلد. ويواجه ثلاثة متهمين في القضية عقوبة الإعدام للاشتباه بأنهم منفذو عملية الذبح بحسب محضر الاتهام، وهم عبد الصمد الجود (25 عاما) ويونس أوزياد (27 عاما) ورشيد أفاطي (33 عاما). وظهر الجود مبتسما في الصف الأول للمتهمين داخل قاعة المحكمة خلال الجلسة الأولى للمحاكمة في الثاني من ماي، بجانب رفيقيه الآخرين. وكان هذا البائع المتجول الملقب ب"أبو مصعب" أدين من قبل لمحاولته الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وهناك متهم رابع هو عبد الرحيم خيالي (33 سنة) رافقهم باتجاه موقع الجريمة. لكنه عاد إلى مراكش قبيل تنفيذها بحثا عن مخبأ، بحسب محضر الاتهام الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس. وأثار بث تسجيل فيديو يوثق ذبح الضحيتين في مواقع التواصل الاجتماعي ذعرا وصدمة ويشتبه في أن مصوره من بين القتلة. ويظهر أحد رفاق الأخير في الفيديو متحدثا عن "أعداء الله" وعن "الثأر لإخوان" في سوريا. وظهر المتهمون الأربعة في فيديو آخر بث إثر ذلك وهم يعلنون مبايعتهم لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، وفي خلفية المشهد راية هذا التنظيم المتطرف. ويتحدر المتهمون وجميعهم أرباب أسر، من أوساط فقيرة بمستويات دراسية "جد متدنية" بحسب المحققين. وكانوا يمارسون "مهنا بسيطة" في أحياء بائسة بمراكش وضاحيتها. وجرى توقيفهم غداة الجريمة بينما كانوا يسعون لمغادرة المدينة عبر حافلة لنقل المسافرين، وكانت آثار دماء بادية على السكاكين التي حجزت معهم.