كتبت يومية "لاناسيون" الأرجنتينية، واسعة الانتشار في البلد الجنوب أمريكي، أن المغرب شكل على الدوام أرضا للتسامح الديني، مسلطة الضوء على جوانب ومظاهر التعايش المتأصلة في المجتمع المغربي. وأضافت الصحيفة في مقال، نشرته في عددها ليوم أمس تحت عنوان "أرض التوافق والتسامح"، أن المغرب، الذي يدافع عن قيم الإسلام المعتدل، يضمن حرية ممارسة الشعائر الدينية وحرية المعتقد، مؤكدة أنه "على أسس التسامح والتوافق بنى المغاربة الحداثة المزدهرة اليوم" بالبلاد. وتابع كاتب المقال نوربرتو فريخيريو أن المسيحيين واليهود إلى جانب المسلمين عاشوا في جو من الوئام منذ قرون ولم يحدث أن تم تسجيل أي صراع يذكر بهذا الشأن، مذكرا في هذا الصدد بالزيارة التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني سنة 1985 للمغرب، وزيارة البابا فرانسيس مؤخرا إلى المملكة بدعوة كريمة من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وفي هذا الصدد، سلط الضوء على الحوار المستمر بين الكرسي الرسولي والمملكة بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك من جملتها السلم والأمن والحرية الدينية وحماية البيئة والهجرة، مشيرا إلى أن زيارتي الحبرين الأعظمين إلى المغرب لم تكونا أبدا من باب الصدفة. وأوضح فريخيريو أن أتباع الديانتين اليهودية والمسيحية يعيشون في المغرب، البلد المسلم، في أمن وسلام ويمارسون حقوقهم في مناخ من الطمأنينة والإخاء والاحترام. ومن جهة أخرى، أبرز الكاتب الصحافي قوة وصلابة النمو المطرد الذي يسجله المغرب في المنطقة، التي انجرفت فيها دول أخرى نحو العنف في أعقاب ما سمي ب "الربيع العربي". وفي هذا السياق، كتب "لقد أظهرت المملكة المغربية قوة في اقتصادها وفي مشاريع البنى التحتية والاستثمارات الأجنبية المستدامة والصادرات"، متحدثا أيضا عن حضور قوي للمغرب على مستوى الدول الرائدة في العالم. وخلص فريخيريو إلى أهمية الحوار في إطار من السلم والانفتاح على الآخر وبناء اقتصاد قوي لتحقيق الازدهار، مشيرا إلى أن المجتمعات المنغلقة أمام الديمقراطية والحوار بين الأديان والتسامح لا نصيب لها من الرفاهية والنمو.