قضى ما لا يقل عن 156 شخصا الأحد في سلسلة اعتداءات استهدفت ثلاثة فنادق وثلاث كنائس كانت تقيم قداس عيد الفصح، على ما أعلنت الشرطة. ومن المرجح أن ترتفع الحصيلة مع سقوط عشرات الجرحى جراء موجة التفجيرت، بحسب مصادر في مستشفيات. وقال مسؤول في الشرطة طلب عدم ذكر اسمه أن 45 شخصا على الأقل قتلوا في العاصمة حيث استهدفت ثلاثة فنادق وكنيسة. كما قتل 67 شخصا في كنيسة سانت سيباستيان في بلدة نيغومبو الوقعة في شمال العاصمة، فيما قضى 25 آخرون بحسب الشرطة في كنيسة في باتيكالوا بشرق الجزيرة. وهناك تسعة أجانب على الأقل بين القتلى جراء الاعتداءات التي وصفها رئيس الوزراء رانيل ويكريسيمينغي في حسابه على تويتر ب"هجمات جبانة". ولم تعرف في الوقت الحاضر طبيعة التفجيرات، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها. لكن قائد الشرطة الوطنية بوجوت جاياسوندارا حذر أجهزته قبل عشرة أيام بأن حركة إسلامية هي "جماعة التوحيد الوطنية" تخطط لتنفيذ "اعتداءات انتحارية على كنائس كبرى والمفوضية الهندية العليا". وظهرت هذه الحركة العام الماضي بقيامها بأعمال تخريب ضد تماثيل تابعة للديانة البوذية التي تعد غالبية سكان الجزيرة. وأعرب الرئيس مايثريبالا سيريسينا عن إحساسه بالصدمة، فيما اعلن وزير المال مانغالا ساماراويرا على تويتر أن الهجمات أوقعت "العديد من الابرياء" مرجحا أن تكون "محاولة منسقة للتسبب بالقتل وإثارة الفوضى". ووقع أول تفجيرين أفيد عنهما في كنيسة سانت أنتوني بالعاصمة وكنيسة نيغومبو. ونقل عشرات الجرحى من كنيسة سانت أنتوني إلى مستشفى كولومبو الوطني. وجاء في نداء بالإنكليزية نشرته كنيسة سانت سيباستيان في نيغومبو في صفحتها على فيسبوك، "اعتداء على كنيستنا، نرجوكم أن تأتوا لمساعدتنا إن كان أفراد من عائلتكم فيها". وذكرت الشرطة أن ستة مواقع شهدت تفجيرات، بينها ثلاثة فنادق فخمة وكنيسة في العاصمة. وقتل شخص على الأقل في فندق "سينامون غراند هوتيل" القريب من المقر الرسمي لرئيس الوزراء في كولومبو، وفق ما أوضح مسؤول في الفندق لفرانس برس، مشيرا إلى أن الانفجار وقع في مطعم الفندق. وبالإضافة إلى كنيسة نيغومبو، استهدفت كنيسة ثالثة تقع في باتيكالوا (شرق)، وقال مسؤول في المستشفى المحلي إن 300 شخص أصيبوا بجروح فيها. وكتب وزير الإصلاحات الاقتصادية هارشا دي سيلفا على تويتر "اجتماع طارئ بعد دقائق. عمليات الإغاثة جارية". وأفاد عن "مشاهد مروعة" في كنيسة سانت أنتوني واثنين من الفنادق المستهدفة التي زارها. وروى على تويتر "رأيت أشلاء مبعثرة في كل مكان" مشيرا إلى سقوط "العديد من الضحايا بينهم أجانب". وناشد المواطنين "أرجوكم حافظوا على هدوئكم وابقوا في الداخل". وتضم سريلانكا ذات الغالبية البوذية أقلية كاثوليكية من 1,2 مليون شخص من أصل عدد إجمالي للسكان قدره 21 مليون نسمة. ويشكل البوذيون 70 بالمئة من سكان سريلانكا، إلى جانب 12% من الهندوس و10% من المسلمين و7% من المسيحيين. ويعتبر الكوثوليك بمثابة قوة موحدة في هذا البلد إذ يتوزعون بين التاميل والغالبية السنهالية. غير أن بعض المسيحيين يواجهون عداء لدعمهم تحقيقات خارجية حول الجرائم التي ارتكبها الجيش السريلانكي بحق التاميل خلال الحرب الأهلية التي انتهت عام 2009. وأوقع النزاع الذي استمر بين 1972 و2009 ما بين 80 ألف قتيل ومئة ألف بحسب الأممالمتحدة. وبعد عقدين على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للجزيرة، قام البابا فرنسيس بزيارتها في يناير 2015 وأحيا فيها قداسا حضره مليون شخص تجمعوا في كولومبو. واعتبرت الشرطة التي أوردت عدد المليون آنذاك، أنه أكبر حشد خلال حدث علني، فيما افاد الفاتيكان من جانبه عن حضور أكثر من نصف مليون شخص. وشدد البابا في عظته على حرية المعتقد من دون قيود في بلد عانى من توترات اثنية ودينية.