لا شماتة في الموت، لأن كل نفس ذائقته، وكما قال الشاعر: كل ابن أنثى وإن طالت سلامته....يوما على آلة حدباء محمول. صباح اليوم، انتقل إلى دار البقاء، كأيها الناس ومنذ بدأ الخلق، الشيخ عبد السلام ياسين مرشد "جماعة العدل والإحسان"، وفقدت هذه الأخيرة شخصا بوأته مكانة "القداسة" و"صاحب البركات" و"الرؤى". لست من متتبعي شأن هذه الجماعة، ولكن إطلالاتي القليلة على موقعها وموقع شيخها، تجعلني أشعر كما لو أن الأمر يتعلق بفيلم من أفلام الخيال العلمي.
مريدو الشيخ أعلنوا، في أكثر من مرة، أنهم رأوا في منامهم ما لايصدقه العقل ولاحتى منطق الإيمان، مثل "رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يوصي الصحابة خيرا بالشيخ ياسين" !!!
كما عشنا، إن لم تخني الذاكرة في العام 2006، على إيقاع وهم "القومة" وغيرها من الترهات وأضغاث الأحلام التي حولت أعضاء الجماعة إلى مجرد أشخاص موتورين، لم تنفعهم شهاداتهم العليا في مختلف المعارف والعلوم، في الشفاء من عملية تنويم واعتقاد بالخرافات والأساطير. لقد حجبت الخرافة عن العقول أن المغاربة كلهم مسلمون وعلى مذهب واحد، وبأن ممارسة العمل السياسي والسعي وراء تطبيق الأفكار والبرامج، أمر محكوم بضوابط الدولة الأمة l'ETAT- NATION. فترى هل ستنتهي الخرافة مع رحيل ياسين،أم أن الجهل سيظل سيد الموقف إلى يوم يبعثون.
رحم الله الشيخ ياسين، إذ لا تجوز على الميت سوى الرحمة.