طلب نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الأربعاء من مجلس الأمن الدولي الاعتراف بالمعارض خوان غوايدو رئيسا لفنزويلا، مطالبا بتنحي الرئيس نيكولاس مادورو، فردت روسيا عليه على الفور منددة ب "تدخل" واشنطن بهدف "الإطاحة بالنظام" الفنزويلي. وتحدث بنس في اجتماع مجلس الأمن الذي دعت اليه واشنطن، عن "دولة منهارة"، موضحا أن الولاياتالمتحدة تعد مشروع قرار دولي يرمي إلى الاعتراف بغوايدو رئيسا لفنزويلا. وقد تعرض واشنطن مشروع قرارها على الجمعية العامة حيث لا تملك اي دولة حق النقض، لتفادي الفيتو الروسي والصيني. وتوجه نائب الرئيس الاميركي الى ممثل فنزويلا في الجلسة الذي كان ينقر على هاتفه، وقال انه من الأفضل له أن يعود الى بلاده ليقول للرئيس نيكولاس مادورو أن "ساعته قد أزفت ويجب أن يرحل". وذكر بنس بالعقوبات الفردية التي سبق ان اتخذتها واشنطن بحق مسؤولين فنزويليين، وأعلن ان الرئيس دونالد ترامب "سيعتمد قريبا عقوبات بحق كوبا لمعاقبتها على تأثيرها السلبي في فنزويلا". كما قال ان واشنطن سترفع مساعدتها الانسانية لفنزويلا بستين مليون دولار. ورد السفير الروسي في الاممالمتحدة فاسيلي نيبينزيا، بعد أن غادر بنس القاعة مع انتهاء كلمته، بأن العالم "يشهد حلقة جديدة من المسرحية التي تهدف الى الاطاحة بنظام" الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. وأكد ان فنزويلا "لا تهدد الامن العالمي، بل الفاعلين من خارجها". وتابع المسؤول الروسي "اذا كنتم ترغبون في استعادة عظمة أميركا، وهو ما نريده جميعا، أوقفوا تدخلاتكم". كما عبرت الصين عن معارضتها "لكل تدخل" في فنزويلا و"لأي تدخل عسكري" في هذا البلد. وبدا مجلس الامن الدولي منذ بداية العام عاجزا عن التوافق على موقف موحد من الوضع في فنزويلا. وفي كل شهر تقريبا ترسل واشنطن مسؤولين الى المجلس في محاولة لحشد الدعم لزعيم المعارضة في فنزويلا. وطلبت الولاياتالمتحدة حينها في مشروع قرارها تنظيم انتخابات رئاسية "حرة وعادلة وموثوقة". وسقط المشروع أمام فيتو مزدوج صيني روسي. كما صوتت جنوب افريقيا ضده. اما المشروع الروسي الذي يندد ب "التهديدات باللجوء للقوة" التي تلوح بها بانتظام الولاياتالمتحدة فلم تدعمه الا اربع دول هي روسياوالصينوجنوب افريقيا وغينيا الاستوائية. وكانت جلسة مجلس الامن مخصصة للمساعدة الانسانية في وقت تقول فيه الاممالمتحدة ان سبعة ملايين شخص اي نحو ربع الفنزويليين، يعانون نقصا في الغذاء والعناية الطبية. في الاثناء غرقت كراكاس وجزء كبير من فنزويلا في الظلام مجددا ليل الثلاثاء الأربعاء بسبب عطل جديد. ودعا غوايدو السبت إلى تظاهرات جديدة الأربعاء بعدما أعلن بدء "المرحلة النهائية" لإزاحة مادورو. وعزا مادورو المشاكل الاقتصادية لبلاده الى العقوبات الاميركية، في حين اعتبر غوايدو ان السبب يعود الى فساد الحكومة. ودفعت "الازمة الانسانية" بحسب المفوضية السامية للاجئين 3,4 ملايين فنزويلي الى مغادرة بلادهم باتجاه 15 دولة في المنطقة. واضافت ان هؤلاء غادروا بلادهم بسبب مشاكل سوء تغذية أو بحثا عن أدوية لأمراض مزمنة أو بسبب العنف وغياب الأمن.