وافق الكونغرس الاميركي الخميس على اقتراح قانون ينهي الدعم العسكري الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، في صفعة جديدة للرئيس دونالد ترامب الذي سيلجأ على الأرجح إلى الفيتو لوأد هذا النص الذي يقلص من صلاحياته المتعلقة بالحرب. ويمثل هذا التصويت سابقة تاريخية في الولاياتالمتحدة كونها المرة الأولى التي يحد فيها الكونغرس من صلاحيات الرئيس فيما يتعلق بالحروب في الخارج، وهي صلاحيات منحت له بموجب قانون صدر في 1973 ولم يمسها أحد منذاك. ووافق مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، بغالبية 274 صوتا مقابل 175، على النص الذي سبق أن وافق عليه مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون الشهر الماضي. ويمهل اقتراح القانون الرئيس 30 يوما لكي "يسحب القوات المسلحة الأميركية من الحرب التي تدور في الجمهورية اليمنية أو التي تؤثر عليها". وبعدما أقر في الكونغرس، سيحال اقتراح القانون على الرئيس لتوقيعه ونشره قانونا ساريا ، لكن ترامب الرافض بشد ة لهذا المساس بصلاحياته سيستخدم على الأرجح الفيتو لمنع صدور هذا التشريع. وسبق للبيت الأبيض أن ندد بهذا النص المليء ب""العيوب"، محذرا من أنه سيضر بعلاقات واشنطن بحلفائها في المنطقة، وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية. وقال مهندس اقتراح القانون السناتور المرشح للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي إلى السباق الرئاسي بيرني ساندرز "اتخذنا اليوم موقفا واضحا ضد الحرب والمجاعة ولمنح الكونغرس سلطات الحرب، وذلك من خلال تصويتنا على إنهاء اشتراكنا في الحرب في اليمن". وأكد ساندرز أن الكونغرس يستعيد بهذا القانون "مسؤوليته" في التدخلات العسكرية في الخارج، "ليس فقط فيما خص اليمن وإن ما أيضا للمستقبل". وأضاف "ينبغي ألا تدفع الولاياتالمتحدة إلى خوض حرب من قبل نظام مستبد وغير ديمقراطي ومجرم". بدوره، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، الديموقراطي إليوت إنغل، أمام المجلس "سيتعين على الرئيس مواجهة حقيقة أن الكونغرس لم يعد يتجاهل التزاماته الدستورية في ما يتعلق بالسياسة الخارجية". وأضاف أن "الإدارة لم تطلب أي حساب من السعوديين". من ناحيته قال رئيس مجموعات الأزمات الدولية لدرء النزاعات روبمالي إن ترامب "سيستخدم الآن الفيتو ولكن يجب على الإدارة (الأميركية) وشركاء الولاياتالمتحدة أن لا يخطئوا الظن أبدا بشأن الرسالة التي يبعث بها هذا التصويت غير المسبوق في الكونغرس: صبر الولاياتالمتحدة إزاء حرب اليمن ينفد سريعا ". وانضم ما لا يقل عن 15 نائبا جمهوريا ، بينهم إثنان من المقربين لترامب، إلى زملائهم الديموقراطيين في التصويت على النص وتحد ي الرئيس. ويقول عدد من البرلمانيين الديمقراطيين الرافضين للدعم العسكري الأميركي للرياض في حرب اليمن إن القوات السعودية تستخدم على الأرجح أسلحة أميركية في ارتكاب انتهاكات. والحرب الدائرة في اليمن هي أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يقدر أن 14 مليون شخص معرضون لخطر المجاعة. ويأتي إقرار اقتراح القانون المتعلق بدعم السعودية، وما ينطوي عليه هذا المسار في الكونغرس من توافق نادر بين الحزبين، في الوقت الذي صعد فيه المشرعون الأميركيون من معارضتهم للرياض بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في إسطنبول في أكتوبر الفائت.