جددت المملكة المغربية، أمس الجمعة، بأبوظبي، التأكيد على مواصلة الجهود السلمية لدعم الحقوق الفلسطينية على أساس القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية. وأكدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، منية بوستة، في كلمة خلال اجتماع الدورة ال46 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، أن المملكة المغربية التي يترأس عاهلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لجنة القدس، تؤكد "عزمها الوطيد على مواصلة الجهود السلمية لدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة على اساس القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية ووفق حل الدولتين، وذلك من أجل قيام دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة قابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية". من جهة اخرى، شددت بوستة على أن الالتزام باحترام الوحدة الترابية والوطنية للدول الاسلامية والحفاظ على استقرارها وأمنها والامتناع عن كافة اشكال التدخل في شؤونها "سيظل من الركائز الأساسية التي يستند عليها عملنا الاسلامي المشترك". وفي هذا السياق، أكدت "استعداد المغرب الكامل للانخراط بكل جدية في أية دينامية جديدة للعمل الاسلامي المشترك، وموافقته الكاملة للمساهمة في تبادل التجارب من خلال عرض تجربته وتعميم الاستفادة ذات الصلة لما فيه خير للأمة الاسلامية". وذكرت كاتبة الدولة بمرور 50 سنة على تأسيس منظمة التعاون الإسلامي التي تشرف المغرب باحتضان مؤتمرها التأسيسي الأول في 25 شتنبر 1969 بهدف الدفاع عن القدس ونصرة أهل فلسطين. وعلى صعيد متصل، اعتبرت بوستة أن اختيار شعار هذه الدورة "خمسون عاما من التعاون الاسلامي: خارطة الطريق للازدهار"، كان موفقا، نظرا لما يحمله من دلالات مستقبلية واعدة تستحضر حصيلة خمسة عقود من الجهد المتواصل كمحفز لتوجيه مسار العمل الاسلامي المشترك نحو فعالية أكبر لتحقيق ما "نسعى اليه من رفاه اقتصادي واستقرار اجتماعي لشعوب الأمة الاسلامية كشعار للمرحلة القادمة". وأضافت أن تقييم الوضع الحالي، أثبت مدى الحاجة الى بلورة نموذج جديد لنهضة هذه الأمة التي لديها كل الشروط المادية والمعنوية لتتبوأ مكانتها الحقيقية بين الأمم، فهي تمثل نحو 24 في المائة من اجمالي سكان العالم بعدد 1,79 مليار نسمة، 52 في المائة منهم شباب، وتستأثر بنسبة 29 في المائة من مساحة الاراضي الزراعية في العالم، ناهيك عن توفرها على اكثر من 50 في المائة من الاحتياطي العالمي للنفط والغاز الطبيعي.. لكن في المقابل، تؤكد كاتبة الدولة، أن "الأمة الاسلامية تواجهها اكبر التحديات المرتبطة بالأمن والاستقرار وتوفير فرص الشغل للشباب اضافة الى التحديات الإنمائية الاخرى". وأشارت إلى أن من شأن وضع خارطة طريق متجددة، "إحداث نقلة نوعية في عملنا المشترك، نسعى إلى أن تكون آثارها جلية وملموسة في المؤشرات السوسيو اقتصادية لدى البلدان الاسلامية"، مشددة على أن هذا الأمر يستدعي تبني "مقاربة مبتكرة، تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات وتحديات النظام الاقتصادي العالمي ومحاكاة التجارب الناجحة للدول التي تنتمي اليها المنظمة وشركائها، والتي راهنت بشكل كبير على تنمية العنصر البشري وتأهيله لتحقيق الطفرة التنموية والحضارية المطلوبة في اطار شامل للأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. واعتبرت مونية بوستة، أن "الاستثمار في الشباب، يمثل الرهان المحوري الذي يجب أن يتصدر أولويات البلدان الاسلامية وتتركز فيه جهودها". ويتضمن جدول أعمال الدورة، التي تتزامن مع الإحتفال بالذكرى الخمسين لإنشاء المنظمة، حزمة من البنود، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب مختلف القضايا والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي. ويبحث وزراء الخارجية خلال الاجتماع، على مدى يومين، مجموعة من المواضيع ومستجدات الملفات الملحة منها على الخصوص التطورات في فلسطين ومدينة القدس، والوضع الحالي لعملية السلام في الشرق الأوسط ، والتعاون بين منظمة التعاون الاسلامي والمنظمات والتجمعات الدولية والاقليمية الاخرى. ويضم الوفد المغربي المشارك في المؤتمر الذي ترأسه منية بوستة، على الخصوص، فؤاد أخريف مدير المشرق والخليج والمنظمات العربية والاسلامية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ومحمد أيت وعلي سفير المملكة بالامارات، وعبد الرحيم موزيان رئيس قسم المنظمات العربية والاسلامية بالوزارة، وعبد الله باباه نائب المندوب الدائم للمغرب لدى منظمة التعاون الاسلامي بجدة.