قررت السلطات البلجيكية طرد مليكة العروض الملقبة ب"أرملة الجهاد السوداء"، وهي أرملة عبد الستار دحمان، الذي شارك في تنفيذ عملية اغتيال، القائد العسكري الأفغاني السابق، أحمد شاه مسعود عام 2001. جاء ذلك على إثر قرار صدر، أمس الجمعة 22 فبراير الجاري، والذي اعتبر فيه مجلس منازعات الأجانب في بلجيكا أن "شخصا صدرت في حقه احكام بالسجن ببلجيكا على خلفية مشاركته في انشطة منظمة ارهابية، وتم على إثر ذلك تجريده من الجنسية البلجيكية، يمكن ان يتم ترحيله إلى المغرب". وأضاف المجلس، في قرار أجمعت عليه كافة غرفه، أن ليس هناك دليل على أن العروض ستتعرض في المغرب، كما تدعي، لتعذيب محتمل او معاملة غير انسانسة او حاطة مخالفة للمادة 3 من الاتفاقية الاوربية لرعاية حقوق الانسان والحريات الاساسية". وكانت الحكومة البلجيكية قد سحبت الجنسية من مليكة العرود، الجهادية الأكثر شهرة في البلاد، صاحبة السجل المتشدد منذ سنوات طوال. وكان مجلس منازعات الأجانب في بلجيكا قد رفض، نهاية الشهر المنصرم، الاستئناف الذي تقدمت به مليكة العروض، ولم يستجب المجلس بشكل قطعي لفوعات مليكة العروض، والتي طلبت اللجوء ببلجيكا مخافة ترحيلها نحو المغرب، وقد استندت في دفوعاتها على ادعاءات خوفها من التعرض للتعذيب والمعاملة السيئة في حال ترحيلها. واستأنفت “الأرملة السوداء” الحكم الأول الذي أصدره المجلس المعروف اختصارا في بلجيكا ب”CCE”، بعد أن جردت في 30 نونبر 2017، من الجنسية البلجيكية، عقب تداول القضاء البلجيكي في هذا الشأن منذ 2014. وللعرود نفوذ بين أوساط الجهاديين حتى هذا اليوم، برغم سجنها ل8 سنوات ابتداء من عام 2010، وتشكل حالتها مثالًا على مخاطر التقليل من شأن النساء كمحفزات للتطرف. عُرفت العروض باسم “أرملة الجهاد الأسود” منذ أن فقدت زوجيْها "عبد الستار دحمان" الذي قُتل خلال تنفيذ هجوم انتحاري، عام 2001، أغتيل فيه الزعيم الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود في أفغانستان بإيعاز من أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. وكذلك معز غرسلاوي وهو جهادي تونسي الأصل، أًصبح من أمراء تنظيم “القاعدة” قبل أن يلقى حتفه في غارة نفذها سلاح الجو الأمريكي سنة 2012، على الحدود الأفغانية الباكستانية. ويعتقد البعض، بسبب لقبها، أن أهميتها انبثقت عما فعله زوجاها، إلا أن الأشخاص المقربين منها أكدوا أن العرود هي من كانت توجّه الرجلين، وليس العكس. وحسب التحقيقات، فإن العرود هي "من كانت تأخذ القرارات، وهما من ينفذان فقط". وقبل أن يدينها القضاء البلجيكي ويسجنها لمدة 8 سنوات في ماي 2010 بتهمة التحريض على الجهاد، نشطت العرود في التجنيد عبر الإنترنت. فعلت ذلك من خلال منتدى إلكتروني خاص بها، باستخدام اسم مستعار. وقد نجحت العرود في إقناع 7 رجال على الأقل من بلجيكا وفرنسا بالمغادرة من أجل الجهاد الأفغاني عام 2007. كما انخرطت في تجنيد أول إرهابية أوروبية انتحارية، مورييل ديغاوك، التي توفيت في العراق عام 2005.