عمت مساء ...”أوفيليا”

عمت مساء ...”أوفيليا”
فليلك رحب بي
استدرجني لينتشلني
من كوابيس الزمن...
أترع رواياتك
لحظة لحظة...
هناك ولأول مرة
على أسوار مدينتك
توقفت لأرشف أول همسة
على حافة صمتي...
لأقتفي أول لمسة
تنثرني من غربتي...
لأشهد طاووسا هادئا
يبحر برشه المهفهف
أنت ربما زيف
أم سراب بداخلي
بل صنعت بيد بيضاء
لتكوني عارضا جميلا
شفافا لمخيلتي...
خلقت لي وقصتي
بك تحيى كنهر دافق
تنساب مياهه
ببدوي وحاضرتي...
أتسكع في شوارعك
المنسية...
أجوب ضفائر شعرك الأسود
وأدندن بسيمفونيتي الحزينة
أراقص أحاسيسك السجينة
لأصنع منك”أوفيليا” مسائي...
وجهك البدري
استرخاؤك الأبدي
أنبت شعلة حارقة
تحرق جنان فضائي
عمت مساء...”أوفيليا”
فأنت الفردوس
أنت ما أنت
بمعطفك الخالد
بمسوحك الأبيض
بترسانة نبلك الفياض
بسحرك المبهم
أنت ما أنت
سوى سكون يتدفق
على مشارف مقلتي
عمت مساء...
فإني لم ألفي مثيلا
في زمن يلتوي بجوفيته
أرقب وراء الأسطر
ويفيض حبري دما أزرق
في صمت ووحدة
منشغلا...
متبتلا...
لتنفلت من لعابه
كائنات انقرضت
وتحجرت على رصيف حياتي...
إني أشتم عطرك
لأزيل رائحة الجدران
وأتنسم بطفولتك
عمت مساء...”أوفيليا”
فأنت لوحتي
التي تطفو صامتة
بتعبير أوحد...
أنظر إليك لأتلطف متاهات الإرتقاء
الرامبالدي...
أولد من رحم رسالتك الوردية
أولد دائما...
زاهدا...
مدللا...
محملا بزخات بلسم
تحنو إلى جمالك...
عمت مساء...”أوفيليا”