نجح حزب التقدم والإشتراكية في وضع لبنة جديدة في البناء الحزبي على أسس متينة في مؤتمره الوطني التاسع الذي إلتئم ببوزنيقة من 30 ماي إلى 2 يونيو 2014 تحت شعار : مغرب المؤسسات والعدالة الاجتماعية ، وعكس ماكان يروج له البعض من كون الحزب سينفجر ، وسيعلن تمرده على نهجه ومواقفه ومشاركته فى تدبير الشأن العام للبلاد . فقد خرج هذا الحزب قويا متماسكا منسجما مع مبادئه وقيمه وبرنامجه ، وعرف كيف يدبر خلافاته ، وأعطى برهانا كبيرا على كونه حزب لكل الأفكار التي تؤمن بقيم الحداثة والديموقراطية والتقدمية والاشتراكية . صحيح أن هناك أصواتا تختلف مع التوجه العام للحزب ، وهناك مناضلين يحملون إستراتيجية مغايرة لتوجه الحزب ، ولكن الجميع يجب أن يخضع للمبادئ الأولى التى تعلمناها في أول درس استوعبناه إبان انخراطنا فى الحزب وهو أن الأقلية تخضع للأغلبية . وبما ا لمؤتمر الوطني التاسع للحزب صادق بالإجماع على وثائقه وعلى أمينه العام وعلى مجلس الرئاسة ، وبمعارضة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة فإن الجميع عليه أن يحترم هذه النسبة القوية من المناضلين الذين اختاروا النضال داخل هذا الحزب الشريف ، الذي ضحى بالغالى والنفيس ليعقد عرسه النضالى في ظروف تتسم بالحماس والرغبة القوية فى جعل الحزب يحتل المكانة اللائقة به في المشهد السياسى . إن ما يثلج الصدر و يزرع الفرحة فى قلب كل مناضل غيور هو أن المؤتمر حجت إليه جموع من المناضلات والمناضلين من الصحراء والقرى والجبال والمدن ، لم يكن أحد خلال الستينات والسبعينات والثمانينات وبداية التسعينات أن بإمكان الحزب أن يتواجد بها . نساء وشباب ورجال كلهم أمل فى المساهمة فى بناء مغرب الكرامة والديموقراطية ، عبروا مئات الكيلومترات ، ليشاركوا في صنع الحزب بمواصفات ومنهجية جديدة ، تمكنه في اكتساح الانتخابات الجديدة بقوة ومصداقية ونضالية . إن المؤتمر الوطني التاسع لحزب التقدم والاشتراكية يؤكد لمن هو في حاجة لتأكيد أنه أصبح قوة جذابة ، وقوة صاعدة ستقول كلمتها في المستقبل القريب ، وحتى لا تضيع هذه القوة ، ان الأوان أن يواصل الحزب هيبته ، وأن يتعامل بصرامة مع كل تشويش ، ويقطع جذور من يريد أن يرجع به إلى الوراء سواء بدون وعي ، أو بغرض خدمة أجندة خارجية على الحزب تريد أن تفعل ما فعلته في مؤتمرات الأحزاب الأخرى . ولتحقيق ذلك فإن المكتب السياسى المقبل يجب أن يكون في مستوى كل هذه التحديات ، وأن يكون قادرا على تفعيل خارطة الطريق التى رسمها المؤتمر الوطني . ديوان سياسى قادر على مواكبة الدينامكية السريعة التي يعرفها الحزب وعلى القدرة على التواصل مع مختلف تنظيمات الحزب ، والارتباط القوى بالجماهير الشعبية ، ونهج سياسة القرب ، وتمثيل الجهات خاصة بعد الاهتمام الذي يعطيه الدستور المغربي للجهوية ، إضافة إلى مقاربة النوع ، وإعطاء الفرصة للنساء والشباب لتحمل مسؤولية قيادة الحزب . الحسن ساعو عضو اللجنة المركزية