في إطار مشروع من أجل مجتمع مدني مغربي أكثر يقظة نظمت جمعية بدائل مواطنة ندوة افتتاحية تحت عنوان : " آية شراكة بين الفاعلين السياسيين والمدنيين في مجال تتبع وتقييم السياسات العمومية المحلية " وذلك يومه الجمعة 09 ماي 2014 بفندق رويال مراج بفاس . انطلقت أشغال الندوة التي شهدت حضورا ممتزجا مابين سياسيين وفاعلين مدنين وأساتذة جامعيين ومهتمين بقضايا الشأن العام ، في تمام الساعة الرابعة بعد الزوال حيث افتتح الأستاذ محمد بوكرمان ، محامي بهيئة فاس والكاتب العام لحركة بدائل مواطنة ، الندوة بكلمة ترحيبية بالحضور تلتها قراءة مفصلة لأرضية اللقاء مثيرا من خلالها جملة من الاستفسارات المتعلقة بتجليات الديمقراطية التشاركية في تعزيز دور المجتمع المدني بعد التنزيل الدستوري واصفا إياها بالجامدة في ما يخص التفعيل على أرض الواقع، بعد اختتامه للأرضية قدم الكلمة للأستاذة حياة لحبيلي ، رئيسة جمعية حركة بدائل مواطنة ، التي قدمت من جانبها قراءة في التقديم العام للمشروع الذي تترافع عليه جمعيتها وهو كما جاء في بداية المقال "من أجل مجتمع مدني مغربي أكثر يقظة " أبرزت في بداية حديثها السياق العام الذي من أجله جاء هذا المشروع وهو التنزيل الذي أتى به دستور 2011 من خلال فصوله التي أكدت بشكل صريح على ضرورة إشراك المجتمع المدني في عملية الاقتراح والتفعيل والتتبع والتقييم ومن مقاربة للنوع الاجتماعي ، وما ظلت عليه هذه الفصول من جمود واقتصار على الوثيقة الدستورية دون تجاوزها للتفعيل الحقيقي ودون الإعمال بها وبمقتضياتها ، كما بينت السيدة لحبيلي الهدف الأسمى من المشروع والمتمثل في المساهمة في تقوية مسلسل البناء الديمقراطي ودولة الحق والقانون ، وكذا إدماج المجتمع المدني والفئات الأكثر عرضة للإقصاء في مسلسل صياغة وتتبع السياسات العمومية ، أما عن الفئات المستهدفة بالمشروع فأكدت لحبيلي بشكل صريح على أن كل من فعاليات المجتمع المدني و المنتخبين والمنتخبات والسياسيين والبرلمانين والقطاعات الحكومية وغير الحكومية هي طرف مستهدف وهذا ضمن أربع جهات من المغرب هي على التوالي جهة فاس بولمان ، الغرب الشراردة ، بني ملال ، وجدةالناظور ، ببرنامج أنشطة جد وازن يتضمن دورات تكوينية تسطر لفائذة 80 فاعل جمعوي حول كل من تقنيات الترافع، تقنيات التواصل الجماعاتي ، آليات الديمقراطية التشاركية وإدماج مقاربة النوع الاجتماعي ، كما يسطر ضمن برنامج النشاط ، إنشاء لجنة المدافعين عن الديمقراطية التشاركية تكون متعددة الاختصاصات وترتكز مهمتها اللجنة في تتبع وتحليل التشريعات المتعلقة بآليات الديمقراطية التشاركية بالإضافة إلى تضيف لحبيلي إنشاء موقع إليكتروني للتواصل وتوسيع قاعدة التشاور وتتبع السياسات العمومية إلى جانب إعداد وتهيئ مذكرتين مطلبيتين حول تحسين تمثيلية النساء داخل المجالس المنتخبة وإدماج المجتمع المدني في تدبير الشأن المحلي . هذا كل ما تعلق بالمشروع أما عن الندوة الافتتاحية له فقد توزعت أشغالها بين ثلاث مداخلات استغرقت كل منها ما يزيد عن 20 دقيقة ، الأولى كانت من تأطير الدكتور عبد الرحمن العمراني ، أستاذ جامعي وخبير في مجال الديمقراطية ، تطرق من خلالها إلى توضيح طبيعة المناخ السوسيو سياسي بالمغرب من أجل مقاربة مندمجة للتنمية المحلية . أما المداخلة الثانية فكانت من إلقاء الدكتور أمينة مكدود الخبيرة في التنمية الاقتصادية التضامنية والتي حملت عنوانا مشعبا وهو الفاعلون في التنمية المحلية مابين الأدوار والتقاطعات ، لكن الأستاذة مكدود أصرت على أن تركز من خلال مداخلتها على عنصر واحد من كل هؤلاء الفاعلين وهو الجماعات المحلية معتبرتا، انطلاقا من قناعاتها الشخصية ، أن الفاعل ألجماعاتي هو معصم الحركة التنمية باعتباره يحتل منطقة الوسط بين الفعل السياسي والمدني ، والمسؤول المباشر عن تمويل الجمعيات بالموارد المالية . كما قدمت تعريفا للتنمية المحلية أجملته في أنها التنمية التي تبدأ من الأسفل إلى الأعلى أي التي تنطلق من الساكنة لأنها المقصودة بها كما أكدت على ضرورة مراعاة البحث العلمي في المسيرة التنمية لما ينأي به من قيمة علمية جليلة . أما المداخلة الثالثة والأخيرة فكانت من تقديم الأستاذ أحمد الدحماني تطرق فيها من جانبه إلى إبراز دور مؤسسات المجتمع المدني " الجمعيات " كشريك في التنمية وفاعل له ما له من حضور معتمد في الساحة العمومية في تتبع وتقييم السياسات المحلية مؤكدا على ضرورة تسمية المسميات بأسمائها وعدم التمادي في هذا الإقصاء المستهدف والتحامل المقصود الذي تشنه بعض الجهات المسؤولة على تجاهل المجتمع المدني رغم ما أكده الدستور من ضرورة الاشتغال بخلفيات تشاركية بين مختلف الفئات المتقاطعة في الشأن المحلي . بعد استراحة الشاي استؤنفت الندوة بتوزيع المداخلات على الحاضرين ومناقشة عامة لما جاءت به أفكار، وختاما انتهت فعالياتها بجملة من الخلاصات والتوصيات في انتظار استكمال باقي أشغال المشروع المسطرة له . نهى الكاو Share this: * مشاركة * * طباعة * معجب بهذه: