ضوابط البحث في الإعجاز في القران والسنة بين الضرورة والاختيار من اجل إرساء قواعد البحث في الإعجاز استأنفت حلقة الإعجاز العلمي في القران والسنة مناقشاتها الدورية بتناول موضوع ضوابط الإعجاز . وبدا النقاش بإبداء ملاحظات حول الأرضية التي سبق للدكتور إدريس الخرشاف تقديمها بالإضافة الى كتاب الدكتور المصلح حول ضوابط الخوض في الإعجاز . في البداية أبدى الدكتور حسن البوقسيمي ملاحظات حول هذا الكتاب معتبرا أن كل من تحدث عن الإعجاز كان متصوفا منبها الى ضرورة التفريق بين الوسيلة كجمع النصوص والضابط الذي هو المفهوم والمحدد لما يمنع وما يباح لذلك علينا تحديد مفهوم الضابط أولا. فالضوابط المطروحة غير مضبوطة يجب إعادة صياغتها بتحديد المصطلح والقاعدة والضابط. فالقاعدة مجموعة مصطلحات ومجموعة القواعد تسمى منهجا . فيمكن تقسيم الضوابط الى ذاتية وموضوعية والذاتية نفسية وعقلية فالنفسية تتعلق بالأخلاق والعقلية تتعلق بالكفاءات ... والكل يجمع في قواعد لغوية وشرعية ليقترح في الأخير صياغة ضوابط في شكل علمي جامعي ... الدكتور الحمزاوي تساءل عن طبيعة الضوابط التي قدمها الدكتور الخرشاف والمتمثلة في اللغة والدين والبحوث السابقة هل هي نهائية وصارمة وكل عمل خارجها يعتبر خروجا عن ضوابط البحث في الإعجاز؟ . وهل تدخل أدوات التفكر في الإعجاز؟ وهل منهجية التفكير العلمي تدخل في الإعجاز ....؟ الدكتور معلمي يرى أن ثمة حقائق في القران لا نستفيد منها وننتظر أن يكتشفها الغرب لنتحدث عنها . بالنسبة إليه الحديث عن البنيات العلمية سابق عن الضوابط لأنه يجب أولا إعادة النظر في طرق البحث في الإعجاز العلمي بحيث نستطيع كذلك أن نكتشف . مضيفا بان العلم يساعد على فهم القران... الأستاذ احمد يتساءل عن من هو المؤهل للبحث في الاعجازالعلمي خاصة وأننا اليوم نعيش في زمن التخصصات والواحد منا لا يستطيع الإلمام بجميع المعارف كما كان عليه الحال بالنسبة لأجدادنا العلماء السابقين... أما الدكتور الصقلي فيفضل التحدث عن الأصول بدل الضوابط فعلى الباحث أن يبحث بكل حرية قبل ان يتقيد بالضوابط ويقترح تكوين لجينة لتقيم مدى التقيد بالأصول الدكتور لزرق يعلن عن قيامه ببحوث لا يستطيع إخراجها للعلن حتى تتكامل بعد عرضها على بعض المختصين في مجالات متعددة وأعطى مثلا بالعسل وفوائده الدكتور الطاهري يقترح إنشاء خلايا بحث متنوعة التخصصات . فالبحث العلمي عنده يعتمد على الملاحظة أكثر من الضوابط . لذلك لا يجب تقييد عمل الباحث بضوابط إذ يمكن أن يشتغل بكل حرية شريطة عرض النتائج على لجنة مختصة قبل إخراجها الى الوجود الأستاذ عبدالسلام يونس لا يتفق على التحلل من كل ضابط في الخوض في قضايا الإعجاز فعلى الأقل يجب مراعاة قواعد اللغة العربية وضوابط التفسير..مقترحا إدراج قضايا الإعجاز في المقررات الدراسية لخلق تراكم لدى التلاميذ في هذا المجال . وفي هذا الصدد يقترح الدكتور المغناوي تنظيم ندوات وورشات في هذا الميدان في المؤسسات التعليمية ... يعود الدكتور البوقسيمي ليوضح بان الضوابط لا تطرح بنفس درجة الأهمية فيمكن أن يختلف الأمر سواء تعلق الأمر بالدليل الإجمالي في المسائل العامة والدليل التفصيلي في القضايا التخصصية البحثية ... وخصص المحور الأخير من حلقة النقاش لعرض الاقتراحات الممكنة لرسم خريطة طريق الاشتغال مستقبلا على موضوع الإعجاز في أفق إحداث كرسي تخصصي بالجامعة يذكر الدكتور المغناوي منظم هذه اللقاءات الفكرية . فاتفق على البدء في عرض البحوث خلال اللقاءات المقبلة وخلق لجان وخلق تراكم لإخراج ما اصطلح عليه بمصحف الإعجاز مع التطرق للموضوعات التي لم يتم التطرق إليها سابقا ولعل أهم ما حاز تزكية المشاركين هو اقتراح إدراج الإعجاز في المقررات الدراسية في إطار تقاطع بين مادة التربية الإسلامية والمواد الأخرى وهو ما يشتغل عليه الآن الدكتور الخرشاف في الأنشطة التي يقوم بها مع تلاميذ الإعدادي والثانوي سيتولى الدكتور البوقسيمي مراعاته في عمل لجان تأليف المقررات الدراسية في التربية الإسلامية التي يحمل عضويتها . واختتمت الحلقة بالتأكيد على ضرورة التقيد بالضوابط دون الانحصار في إطارها الضيق فحسن النية كفيلة بتحصين الباحث انطلاقا من كون الاجتهاد مرغوب ومأجور في الخطاء والصواب معا. لكن حسن النية من حسن التصرف يختم الدكتور البوقسيمي. وضرب موعد آخر يوم 6 ماي لاستئناف النقاش