لغياب المرافق وضعف التجهيزات بالحي الجديد وخوفا على سلامتهن الجسدية وأمنهن الشخصي طالبات الحي الجامعي سايس يطالبن بإلغاء قرار الترحيل ويستنجدن بالمجتمع المدني مكتب فاس : حسن عاطش استجاب المجتمع المدني بكثافة لنداء الطالبات المقيمات بالحي الجامعي سايس إناث اللواتي يعشن على إيقاع غليان غير مسبوق، وحج عدد من الغيورين وبعض الفعاليات الحقوقية والجمعوية في مجال الدفاع عن حقوق المرأة إلى جانب عدد كبير من الطلبة إلى مؤازرة الطالبات ضد القرارات التي تستهدف استقرارهن، والتهديدات التي تطالهن في كل لحظة وحين، الرامية إلى ترحيلهن إلى الحي الجامعي الجديد، على اثر إستراتجية جديدة رسمتها إدارة الأحياء المركزية والسلطات المسؤولة، لإفراغ حي طريق ايموزار إناث لاستقدام طلاب المركب الجامعي ظهر المهراز، دون مراعاة هذه الفترة الحالية الحرجة التي قد تؤثر عليهن سلبا في التحضير لاجتياز الامتحانات، الشيء الذي يحتم على المسؤولين أخد هذه المعطيات بجدية، على اعتبار أن مصلحة الطالبات الشرعية يجب أن تظل فوق كل ترحيل قد يعتبر في نظرهن تعسفا في حقهن ويؤثر على مسارهن الجامعي، خصوصا وأن هذا الترحيل لم يكن مطروحا خلال نهاية الموسم الجامعي الماضي أو خلال بداية الموسم الجامعي الحالي عند فترة التسجيل وأداء واجبات الإيواء كما صرحت به للجريدة "إيمان" إحدى الطالبات القاطنات بهذا الحي. وإيمانا بشرعية حقهن في البقاء في هذا الحي، خرجت طالبات في وقفة احتجاجية صباح يوم الثلاثاء الأخير أمام المدخل الرئيسي للحي الجامعي سايس إناث المتواجد على مستوى طريق ايموزار بفاس بحضور بعض فعاليات نسائية من جمعية فضاء التنمية المستدامة ونظيرتها جمعية قافلة النور للصداقة وبعض الحقوقيين وجمهور من الطلبة بمختلف الكليات التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، حيث بحت الحنجرات من كثرة ترديد الشعارات المطالبة بإلغاء قرار ترحليهن إلى الحي الجديد المتواجد بالقرب من كلية الآداب سايس. ويأتي قرار رفض رحيل الطالبات إلى الحي الجامعي الجديد، حسب تصريحات طالبات من عين المكان، خوفا على سلامتهن الجسدية وأمنهن الشخصي وذلك لانعدام الأمن في هذا الحي، أمام حالات الاغتصاب المتكررة بهذه المنطقة المعزولة، حيث تم اغتصاب سيدة متزوجة أمام زوجها، كما تعرضت فتاة إلى اغتصاب جماعي بنفس المنطقة، وإلى جانب غياب المرافق وضعف التجهيزات الضرورية من مطعم و….بالإضافة إلى صغر حجم الغرف المخصصة للإيواء بالحي الجديد، حيث هذه الأخيرة صممت فقط لفتاتين ولكن أضافوا سريرين، مما جعلها، حسب المتضررات، تتحول إلى "سجن" دون مرافق صحية. وقد استنجدت الطالبات بجلالة الملك، حيث عمدن إلى تثبيت يافطة كبرى على باب حي طريق ايموزار كتب عليها "طالبات الحي الجامعي سايس، يستنجدن بجلالة الملك " لا للرحيل"، فضلا عن كتابات على الجدران وأخرى بمحطة الحافلات كتبت باللون الأسود والأحمر. وهددت مجموعة من الطالبات القاطنات بملحقة سايس بالاستمرار في المبيت ليلي أمام الإدارة، في أفق الدخول في اعتصام عن الطعام، في حالة عدم عدول الإدارة المعنية على قرار الترحيل، الذي يستهدف أكثر من 1000 طالبة من بينهن طالبات منحدرات من الأقاليم الجنوبية. ويأتي هذا القرار نتيجة ما عرفته الساحة الجامعية في الآونة الأخيرة من مٌواجهات بين الطلبة المتضررين من هذا القرار، والسلطات المحلية التي أجبرت الطلبة على الخضوع لقرار المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية التابع لوزارة التعليم العالي، والذي جاء تعليله بناءا على « نتائج تقرير الخبرة التي قام بها المختبر الوطني للدراسات والتحاليل، وكذا التقرير الذي أعدته لجنة تقنية من ولاية فاس بولمان »، وأضاف نفس البلاغ أن التقريرين أكدا على « قدم البنايات وهشاشتها وتصدعها، مما يشكل خطرا متواصلا على الطلبة القاطنين بهذا الحي وكذا على العاملين به ». معاناة مرة وعميقة، ، فبدل أن يجدن الطالبات السكن الكريم الذي يقيهن برودة الطقس، ومأكلا يسدن به رمق العيش، ومنحة تخفف عنهم عبء الحياة ومصاريف النسخ...، ووجهن بقرار الترحيل التعسفي من السكن في الحي الجامعي بدعوى تحسين ظروفهن بالحي الجامعي الجديد الذي يفتقر إلى أدنى شروط الصحة والإنسانية والسلامة، ولما طالبن بحقهن غلقت في وجههن أبواب الإدارة التي رحل مسؤولوها وغابوا عن الأنظار. أمام هذه المشاكل الكثيرة والمتنوعة، تقوم القاطنات يوميا بخطوات نضالية من خلال وقفات احتجاجية واعتصام أمام باب الإدارة، إلا أن دار لقمان ظلت على حالها، فبدل الإصغاء إليهم وتحقيق مطالبهن لجأت الإدارة إلى التهديد بقطع الماء والكهرباء على مرافق الحي في حالة استمرار الطالبات في التشبث بمواقفهن.