بقلم: عبدالحق الريكي عجبت لبعض الأمم كيف تحتفل وتبرز من حين لآخر مدنها وأحيائها ومعالمها… ثقافيا وفنيا وسياحيا واقتصاديا… وكيف تخلق المناسبات تلوى الأخرى للتعريف بهذه المعالم وبأهمية الحفاظ عليها وتطويرها… آخذ مثال قريب لنا نحن المغاربة ويتعلق بمدينة الأنوار “باريس” ومختلف مقاطعاتها ومعالمها التاريخية العديدة والعظيمة والجميلة وأجملها إطلاقا “برج إيفيل”… المتتبع للحياة الثقافية والفنية والاقتصادية لفرنسا تشده الأنظار للاهتمام الذي يولها الفرنسيون والمنتخبون والفاعلون لمدن ومقاطعات ومعالم هذا البلد من صحافة وشركات الإنتاج السينمائي وقنوات التلفزيون والإذاعة ومن طرف مبدعي القصص والروايات ومختلف الكتاب والشعراء والرسامين وأهل الفن عموما وأصحاب الماركوتينغ والإشهار… لا يتركون فرصة سانحة إلا وأشادوا وعرفوا وأظهروا مدنهم ومقاطعاتهم ومعالمهم… سيقول قائل، تلك قوة عالمية كبرى متقدمة ومتطورة، راكمت رصيدا هائلا من العلم والمعرفة والتاريخ… هذا صحيح، ولكن نحن أيضا لنا تاريخنا وثقافتنا ومعالمنا… علينا أن نعي أهميتها في الحفاظ على هويتنا وخصوصيتنا من جهة وإبرازها لما يفيد الثقافة والتاريخ والاقتصاد والسياحة… لقد مررت في حياتي من عدة مدن وحارات وأحياء ومعالم… بدءا مع أمي وأبي وإخوتي، من مدينة الحمامة البيضاء، تطوان، بمعمارها الإسباني الفريد وثقافة أهاليها وحاراتها حيث مضيت أيام الصبى في حي “باريو مالكا” وحي “الطوريطا” أمام مدرسة سيدي علي بركة… ومن بعد مدينة الحسيمة، جوهرة البحر الأبيض المتوسط، الهادئة والنظيفة بشاطئها الخلاب “كيمادو” وطيبوبة أهاليها.. وشاءت الأقدار أن نرحل إلى عاصمة المملكة، الرباط، في سبعينيات القرن الماضي، المدينة الجميلة، “واشنطن” إفريقيا، حيث قطنت في بعض من أحيائها، “حسان” وبالضبط “جور إينوي” بكثافة سكانها اليهود المغاربة، “لاسافط” القريبة من “باب الأحد”، “القبيبات” المتواجدة ما بين “ديور الجامع” معقل أنصار فريق “الفتح الرباطي” لكرة القدم و”العكاري” حيث لا صوت يعلو فوق صوت أنصار الفريق الآخر للعاصمة، “الجيش الملكي”، دون إغفال حي “الإذاعة والتلفزة المغربية” وكذا المدينة القديمة، “السويقة” و”تحت الحمام”… عشت مع أصدقائي وبعيدا عن العائلة، سنة واحدة، لكنها كعشر سنوات، بحي “لهجاجمة” بالمدينة العملاقة والاقتصادية، الدارالبيضاء، وأنا طالب بكلية الحقوق طريق الجديدة… اكتشفت مدينة ليست ككل مدن المغرب… مدينة تعشق الحياة والكفاح والبحث عن الثروة والثورة والجديد فنيا وثقافيا وفكريا ورياضيا… أما حين تخرجي الجامعي واشتغالي في أحد الأبناك الوطنية، أتيحت لي الفرصة لمعانقة أهالي مدن صغيرة وكبيرة، جلها يطبع عليها الطابع الفلاحي القروي، من مدينة مشرع بلقصيري، ونهرها سبو، ومزارعها وفلاحيها البسطاء وأسواقها وطريقتها الفريدة في إعداد “الكفتة” ونهم سكانها بأكل لحوم الغنم والبقر… مرورا بمدينة القنيطرة، عاصمة الغرب، الوديعة، الهادئة حيث ظروف السكن والعيش جد ملائمة مقارنة مع باقي المدن والتي ترك الأمريكان بعض البصمات في بعض مناحيها، دون إغفال لذة سمك “المهدية”… وأخيرا مدينة ابن سليمان، المثلث الذهبي مع الدارالبيضاء والمحمدية، بغاباتها الشاسعة وجوها الفريد وطيبوبة وبساطة أهاليها… لكن المدينة والحي اللذان تركا أكثر الآثار في قلبي بدون منازع… هما مدينة “الرباط” وحي “حسان” واللذان يمكن اعتبارهما من أهم معالم المغرب، دون إغفال بطبيعة الحال مدن وحارات أخرى كثيرة لهما خصوصيات وهويات يمكن لنا كمغاربة أن نفتخر… لا داعي لذكر بعضها لأننا سنغفل البعض الآخر، نظرا لكثرتها… سأحدثكم عن مقاطعة “حسان” بعيوني وقلبي وجوارحي… خاصة الجزء الذي أقطن به منذ سنين عديدة مع زوجتي وأطفالي وهو بجانب “بريد المغرب” أو “شيك بوسطو”… من أين سأبدأ… سنة 1972، كانت سنة الهجرة من الريف بشمال المغرب إلى الرباط على عكس كل الهجرات لأهل الريف تاريخيا نحو الشرق والجزائر أيام الاستعمار ومن بعد نحو مدن تطوان وطنجة خلال فترة المجاعة والبون ومن بعد الاستقلال إلى الديار الأوروبية، فرنسا، بلجيكا، هولاندا وألمانيا وحديثا إلى مدن داخلية كثيرة كمكناس والقنيطرةوالرباط والدارالبيضاء . أبي قرر باقتراح من الحارس العام لثانوية الباديسي بالحسيمة، اليهودي المغربي “دون ليون” الهجرة مع ستة من أبنائه إلى مدينة الرباط وفي ذهنه تمكين معظم أبنائه من الدراسة في ظروف عائلية حسنة وذلك كون كل الكليات والمدارس والمعاهد كانت في أغلبها متواجدة بالعاصمة ويلج إليها كل فتيان وفتيات المغرب من الشمال والجنوب والشرق والوسط، كانت الجامعة “الرباطية” آنذاك مغرب صغير بلهجاته وملابسه وأفكاره وتقاليده… وصلنا الرباط في مساء يوم من صيف 1972، وكانت محطة المسافرين متواجدة في “باب الأحد” كما كانت العربات المجرورة أكثر من السيارات، توجهنا إلى منزلنا الذي اكتراه أبي القريب من المقهى الشهير “ليل نهار” أو كما كان معروفا “جور إينوي” بحي “حسان”، هكذا فتحت عيني في أول صباح لي بالعاصمة على شارعين ويا للصدف الأول شارع الحسيمة، المدينة التي ودعنا البارحة، والآخر شارع عبدالمومن… يقال أن الحب والعشق يبدأ من النظرة الأولى، هكذا عشقت حي “حسان” ونواحيها منذ اليوم الأول… ولما قررت شراء منزلي كان الحظ معي حيث عثرت على منزل في حارة من حارات “حسان” غير بعيد عن مقهى “ليل نهار” وقريب من المعلمة التاريخية الخالدة “صومعة حسان”… التي قرءنا عنها ونحن أطفالا أن نصفها دهب أو ذهب… حي “حسان” مع وسط مدينة الرباط جزء من المشروع المعماري الفرنسي أيام الاستعمار والذي ترك معالم جميلة ما زالت تؤثث فضاء الرباط وتعطيه نكهة خاصة… حي “حسان” أيضا رقعة جغرافية صغيرة يتعايش بها مختلف الأجناس والأديان، المسلمون واليهود والنصارى وحاليا ما بقي من اليهود المغاربة والعديد من الإسبان والفرنسيين وأجناس أخرى… حي “حسان”، لا تجد مثله في العالم، حيث في مساحة مصغرة تتواجد المساجد والكنائس والمعابد اليهودية، وأجملها معمارا وتاريخا مسجد “صومعة حسان” الفسيح والرائع والخلاب حيث تنقل غالبا منه صلاة الجمعة على أمواج التلفزة والإذاعة الوطنيتين، كما توجد في “ساحة الجولان” أقدم وأهم وأعرق وأجمل كنيسة تعج بعدد كبير من المسيحيين أيام الأحد وخاصة منذ أن أصبح المغرب حاضنا للعديد من الجاليات الإفريقية دون أن ننسى أن ب”حسان” معبد يهودي قديم هو محج اليهود المغاربة الذين كانوا في أغلبهم يسكنون في أزقة “حسان” وب”الملاح” الحي اليهودي الذي يفصله عن “حسان” صور تاريخي وشارع كبير هو شارع الحسن الثاني… “حسان” القريبة من وسط مدينة الرباط ومن مدينتها القديمة، والمعبر الضروري للذين يقطنون مدينة “سلا” في صباحهم ومسائهم نحو عملهم أو منازلهم… “حسان” حيث المقاهي والفنادق والمخابز والمطاعم والحانات والمتاجر الكبرى والصغرى والمحلبات وبائعي الحلويات و”الطريطورات”… وكذا الإدارات العمومية والأبناك ومختلف المصالح، دون إغفال المدارس والثانويات والمسارح… كل ما تشتهي النفس موجود ب”حسان”، حارتي… ب”حسان” توجد مدارس عمومية وخاصة، مغربية وأجنبية، لكن أبرزها على الإطلاق، ثانوية الحسن الثاني أو “ليسي كورو” في عهد الاستعمار، بنايات كبيرة وملاعب رياضية واسعة وآلاف التلاميذ مروا من أقسامها، من ضمنهم هذا العبد الضعيف حيث سمحت لي الظروف أن أزور أقسامها سنة كاملة، قادما من “كوليج يعقوب المنصور” القريب منها والمتواجد أيضا ب”حسان” قبل ان أنتقل إلى “كوليج مولاي يوسف” لتهييء باكلوريا علوم رياضية وهو الثانوي المحاذي للقصر الملكي والمطل على “مسجد السنة”، وهما ليس بعيدين عن حومة “حسان”… مر الكثيرون ممن ساهموا في بناء الوطن والذين تعلموا على أجيال كفأة من الأساتذة بكل من “كوليج يعقوب المنصور” و”ثانوية الحسن الثاني” و”كوليج مولاي يوسف”… منهم المفكرون والمبدعون والوزراء والمديرون والأمراء…وأيضا ذوي المهن الحرفية والخدماتية… فضاء “حسان” يعج أيضا بالمقاهي حيث يلجها العابرون والقارون، المتقاعدون والنشيطون، الشباب والنساء والكهول، من أجل دردشة أو لقاء أو تعارف أو تجارة ولكن أيضا من أجل قراءة الجرائد وتبادل الأفكار والآراء في السياسة والرياضة وحوادث المجتمع… إذ لا يمكن أن تمر دون أن تجد مواطنين منكبين على قراءة جرائدهم المفضلة واحتساء قهوتهم… ولا يمكن الحديث عن الجرائد دون الإشارة إلى أقدم “كشك” لبيع الجرائد والمجلات الوطنية والدولية المتواجد بقلب “حسان” النابض، الذي حافظ على اسمه القديم والجميل “لا بليم دوا” “La Plume d'Oie” حيث الحاج وأبناءه يتناوبون بنشاط وحيوية على خدمة العشرات من الزبناء المغاربة من مسلمين ويهود والعديد من الأجانب وتوفير لهم كل ما يشتهونه من جرائد ومجلات… وبكل اللغات… وهل ننسى معلمة أخرى تأثث فضاء “حسان” وهي من ضمن أجمل ما ترك العقل المعماري الفرنسي وما أنتجته اليد العبقرية المغربية، إنه “أوطيل صومعة حسان” ذو الفضاء الداخلي البديع ببستانه الأنيق ومطعمه المغربي الأصيل وقاعاته الفسيحة والبديعة والهادئة والتي تبهر الأجانب والمغاربة وكذا فظاءاته المختلفة التي احتضنت العديد من الاجتماعات السياسية والثقافية والجمعوية… وكذا أهم وأبرز البرامج الحوارية التلفزية للقناة الأولى قبل أن تحول الإذاعة والتلفزة المغربية جزءا منها إلى فضاء جميل آخر، من إنجاز العقل المغربي المعاصر، “المكتبة الوطنية”… وغير بعيد عن “أوطيل صومعة حسان” يوجد المسرح الوطني “محمد الخامس” ومن لا يعرف هذه المعلمة التاريخية الفنية الرباطية المغربية، التي احتضنت هي الأخرى الآلاف من التظاهرات الفنية والمسرحية المغربية والعربية والعالمية وأيضا التظاهرات السياسية الكبرى… الخالدة أبدا “أم كلثوم” مرت من هناك كما هو الشأن بالنسبة للمئات والمئات من أكبر الفنانين في العالم قديما وحديثا… وبجانب “مسرح محمد الخامس” سيكون قريبا لسكان “حسان” والرباط فرصة التوفر على أكبر معهد موسيقي بالمغرب… مع التوسع العمراني للرباط وهجرة الطلبة والموظفين والحرفيين والأجانب إليها أصبح الطلب على العقار ضاغطا مما كان فرصة ملائمة لساكنة “حسان” بيع منازلها ودورها والتي أصبحت عمارات بديعة تباع في رمشة عين وبأثمنة أحيانا خيالية، لكن قرب هذه العمارات من معلمة صومعة حسان فرض عليها عدم تجاوز علو معين حتى لا يتم التشويش على الصومعة التي دهب نصفها أو ذهب… إلا أن هذا القرار الصارم لم يطبق في حق بناية إدارية وحيدة هي بناية “بريد المغرب” المعمارة الجميلة والبهية ولكن المعيبة في طرفها العلوي الظاهر للعيان من مختلف مناطق الرباط حين يوجه الواحد منا نظره إلى “صومعة حسان” من أي مكان عال بالرباط…فهل هنالك حل لهذا “الخطأ” المعماري؟ أتمنى ذلك من قلبي… قلت أن التوسع المعماري وتوافد الفئات المتوسطة للعيش بهذا الحي زاده جاذبية وجمالا ورونقا ونظافة… لكن حدثين عظيمين غيرا وسيغيران ملامح هذا الحي الرباطي التاريخي، ألا وهما “التراموي” الذي يعبر “حسان” ذهابا وإيابا من “حي كريمة” بسلا إلى مدينة العلم والمعرفة والإدارات والمعاهد، مدينة “العرفان” في خطه الأول ومن “بطانة” بسلا إلى أحياء “العكاري” و”يعقوب المنصور” بالرباط في خطه الثاني… لقد أصبح “الحساني” (أي قاطن “حسان”) يتوفر على كل وسائل النقل من سيارات الأحرة الصغيرة الزرقاء والكبيرة البيضاء وأوطوبيسات وأخيرا التراموي الذي يتوقع أن يربط ما بين مطار الرباط-سلا والحي العصري الجديد “حي الرياض”… إن “التراموي” بدأ يغير بعض ملامح الساحات والعادات الاجتماعية حيث أصبحت مثلا “ساحة الجولان” حيث الكنيسة الكاثوليكية، محج التلاميذ والطلبة وساحة للتعارف واللقاء والفن والإبداع والشغب الجميل… هذا فيما يخص “التراموي”… أما الحدث العظيم الآخر وهو تهيئة فضاء كورنيش وادي “أبي رقراق” بضفتيه الرباطيةوالسلاوية ومقاهيه ومطاعمه وفضاءه الجميل للنزهة مع العائلة وأيضا للفسحة والمشي والرياضة… إن الذين زاروا صومعة حسان ووجهوا نظرهم إلى المناظر المقابلة في اتجاه البحر والنهر يشدهم جمالية المعلمة التاريخية “الأوداية” ونهر أبي رقراق ومدينة وبحر سلا واليوم وغدا الكورنيش والمدينة التي ستخرج من ضفاف النهر وخاصة مسرحها الشاهق… في الحقيقية هي نفس النظرة لشخص ترك بصماته على مغربنا، القائل جملته الذهبية التي لم يتردد ثانية رئيس الجمهورية الفرنسية “فرانسوا هولاند” خلال زيارته للمغرب وللرباط في هذا الشهر من ترديدها مرارا كون التدبير الحكومي المغربي مرتبط أشد الارتباط بالتساقطات المطرية “gouverner c'est pleuvoir”، إنه المقيم العام والماريشال “ليوطي” الذي انبهر بجمال المنظر حين وطأت قدماه ساحة صومعة حسان في العشرينيات من القرن الماضي والتي قرر من خلالها تحويل عاصمة المملكة من فاس إلى الرباط، حتى ينعم أيضا بطقس الرباط المعتدل صيفا وشتاء على خلاف المدن والعواصم الداخلية مثل فاس وأخرى ما زالت عواصم أمم مثل مدريد وباريس حيث يهجرهما الجميع في فصل الصيف بحثا عن البحر والنسيم… تلك كانت إرادة المستعمر… إن كل ما ذكرنا نجده يتقاطع مع أهم معلمة تاريخية ل”حسان” والرباط والمغرب… كيف لا وهي “صومعة حسان”… أصبح ابني البكر كأبيه، كلما دخلنا الرباط فاتحين قادمين من الشمال أو من الوسط، وفي طلعتنا الأولى على “صومعة حسان” يصيح ابني “السلام عليكم” موجها كلماته ونظراته إلى الصومعة والضريح والفضاء الجميل لهذه المعلمة التاريخية… أتبعه أنا كذالك وأسلم على الفضاء وأهله من الموتى والأحياء… هذا ما دأبت عليه منذ زمن بعيد لا أتذكره… فتبعني ابني وحسنا فعل…سلاما، سلاما… هذا الفضاء الذي تدب فيه الحيوية في الصباح الباكر من خلال رفع العلم الوطني من طرف “الحرس الملكي” وتوافد المغاربة من كل الجهات والسياح الأجانب لالتقاط الصور للضريح وللصومعة وخاصة لرجال “الحرس الملكي” الراكبين فوق خيول مغربية أصيلة وجميلة وبهية، متعة للناظرين على مدار الأيام… هذا الفضاء الجميل الذي يعرف أيضا حركية دائمة خلال الليل والساعات الأولى من الصباح حيث يحج إليه العرسان الجدد لالتقاط صور تذكارية ستزين أحسن أماكن منازلهم ومنازل عائلاتهم وأولادهم وأحفادهم لسنين وسنين… هو أيضا فضاء طبيعي لكل الذين يمارسون رياضة المشي والركض، شبابا، ونساء وكهولا… صباحا وظهرا ومساء… حيث لا يخلو المكان من طرافة حين تسمع أحد الممارسين لرياضته المفضلة يصيح “مبروك عليكم” في وجه عريسين جاءا مع أفراد من العائلة في الصباحات الباكرة لالتقاط صور للتاريخ… هذه بعض مواقع وملامح وخصوصيات حارتي “حسان” بالرباط… أتمنى أن يلتفت إليها الكتاب والروائيون والسينمائيون والإذاعيون والصحفيون للتعريف بها وبمعالمها… ونفس الشيء بالنسبة لباقي أحياء الرباط وكل شبر وحي وقرية ومدينة في مغربنا الحبيب للتعريف بالتاريخ والحضارة ومعمار أزقتنا وشوارعنا ومعالمنا القديمة والحديثة… كما هو الشأن بأوروبا، فرنسا، إسبانيا وإيطاليا… للذاكرة ووفاء للأجيال الماهدة ومنارة للأجيال الصاعدة… وددت أن أقاسمكم حبي وتعريفكم قدر المستطاع حارتي “حسان” ومحيط “حسان”… في انتظار عيون أخرى وأقلام أخرى تحدثنا عن نفس الحي بطريقتها أو عن أحياء أخرى بمختلف قرى ومدن المغرب، عن أزقتها ودروبها ومعالمها وتاريخها وأهاليها…كلا حسب طاقته وإمكانياته وطريقة إبداعه…ولتتنافس حول هذا الموضوع الجرائد والمواقع الإلكترونية والمجلات والتلفزيون والإذاعة على غرار برامج سابقة ممتعة ك”ذاكرة المدن” وعلى “ضفاف الأنهار”… عبدالحق الريكي إطار بنكي الرباط، 08 أبريل 2013