تعرف مدينة تازة، قرب انتهاء أشغال ترميم بعض الأسوار و الأبواب التاريخية التي يرجع بناؤها إلى العهد الموّحدي و المريني على طول شارع 3 مارس في إطار مشروع تهيئة وتثمين الحديقة الأركيلوجية كفان بلغماري الذي يندرج بدوره في إطار مشروع التأهيل الحضري للمدينة و الهادف للحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي الغني الذي تزخر به بوابة الشرق. مشروع لم يسلم، ليلة 24 من فبراير المنصرم، من تحامل الظروف المناخية و الطبيعية و البشرية المحيطة بالموقع و التي كانت سببًا مباشرًا في انهيار جزء من السور المريني والواقع ضمن الشطر الثاني من المشروع التأهيل، حسب السيد محمد العزوزي المفتش الجهوي للآثار بجهة تازةالحسيمة تاونات و الجهة الشرقية و المشرف على مشروع ترميم الأسوار التاريخية بتازة. و يُرجع السيد العزوزي أسباب انهيار جزء من السور إلى التساقطات المطرية الغزيرة و الأحوال الجوية المصاحبة لها ليومي السبت و الأحد، مما أدّى إلى انسداد بالوعات الصرف الصحي المتواجدة على طول خلفية السور التاريخي و من تم تشكّل جداول و شعاب عشوائية من المياه و الوحل الناتج عن الأتربة و النفايات الملقاة بجانب “الموقع” ليفضي الوضع إلى انسداد الفتحات “Barbacane” المتواجدة تحت السور مباشرة. و يضيف ذات المصدر في تصريح خص به موقع “تازاسيتي” في وصفه لسيناريو الحادث، كون التقاء محتوى “الشعاب” بمخلفات بالوعات الصرف الصحّي في نقطة واحدة تحت فتحات السور أدى إلى انسداد “الباربكان” و بالتالي تجمع مياه الأوحال التي لم تجد منفذا، لتشكل “لحَمّلة” قوة ضاغطة على المقطع الضعيف من السور المُرمّم باعتباره نقطة التقاء الشطر الأول بالثاني من المشروع و بالتالي انهيار 7 أمتار طولاً و 4 أمتار ارتفاعًا على الساعة 23 و 52 دقيقة من ليلة الأحد (الصورة 4). و يشدّد السيد العزوزي، كون صغر المقطع المنهار و عدم جفافه بالكامل لتزامن تعليته مع الأمطار، جعل منه نقطة ضعف أمام الظروف الطبيعية (التساقطات و الرياح) أكثر منها بشرية أو تقنية باعتبار أن جميع المقاطع مرمّمة ب “الطابية -Pisé ” و بعجينة مخمّرة لأزيد من 90 يومًا ووفق الشروط المنصوص عليها بدفتر التحملات و القواعد المتعارف عليها وطنيًا و دوليًا، مؤكدًا أنه ليس هناك مجال لللتشكيك في المواد المستعملة بالبناء بقدر ما هي ضرورة تغيير “الفهم” و تحليل الوقائع. و في هذا الإطار، أوضح السيد العزوزي، أن جميع عمليات الترميم استخدمت بها مواد بناء تقليدية، خصص لها 28 حوضا و أعدّت ووفق الطرق والتقنيات القديمة بدأ من “التخمير – Fermentation”، وذلك من أجل إعادة بناء أجزاء الأسوار التاريخية التي تدهورت أو تهدمت بالكامل (السور المنهار على سبيل الذكر)، مشيرًا إلى أنه فور وقوع الحادث تم إشعار الإدارة المركزية و السلطات الإقليمية و مديرية التراث الثقافي بالرباط و رفع تقارير في شأن الحادث. إلى ذلك، شدّد المفتش الجهوي للآثار بجهة تازةالحسيمة تاونات و الجهة الشرقية على ضرورة تدخل السلطات الإقليمية و المنتخبة و المصالح المختصة لإزاحة كل من شأنه التأثير مستقبلاً على السور من مخلفات أشغال ناتجة عن تهيئة التجزئة التي أوقفتها وزارة الثقافة سابقًا والمتواجدة في وعاء عقاري يقع في ملك الخواص حيث يصعب التدخل فيه. مركزا على المشاكل التي تعتري أيضا شبكة الصرف الصحي الممتد على طول الموقع و المتعثرة دوما بفعل الأتربة المخلفة والأزبال الصلبة و التي كانت هي الأخرى سببًا مباشرا في انهيار أجزاء من السور الأصلي خلال شهر فبراير 2010، و مؤكدا أن الحل لوقف كافة المشاكل التي تهدد هذا المشروع هي اقتناء الوعاء العقاري والعمل على إنجاز باقي أشطر مشروع تهيئة الحديقة الأركيلوجية كفان بلغماري التي تم لحد الآن إنجاز أربعة أشطر منها. عن الزميلة تازة سيتي