تعرضت طبيبة لاعتداء من قبل ذوي مريض داخل مستوصف سيدي بوجيدة، إحدى المناطق الشعبية بمقاطعة جنان الورد، لامتناعها تسليم شهادة طبية بتاريخ سابق، ليتحول الأمر إلى هجوم بالضرب والشتم أمام رجل أمن الخاص، الذي لم يحرك ساكنا، بل تمادى وامتنع إغلاق الباب في وجه المعتدين إلى حين استدعاء الشرطة والسلطات المحلية بذريعة أن المترددين على المستوصف هم جيرانه وأبناء منطقته، وبالتالي يصعب عليه أي تدخل كيفما كان نوعه، الشيء الذي أجج الوضع وعمت الفوضى وتعالت أصوات المعتدى عليهن ليصل دويها إلى المناطق المجاورة، مما عجل من تدخل السلطات الأمنية بالمنطقة وحرر محضرا في الموضوع. وقد استنكرت النقابة الديمقراطية لقطاع الصحة بفاس التابعة للفيدرالية الديمقراطية للشغل، الاعتداء الذي تعرضت له الدكتورة أمينة، المعروفة وسط زملائها وبالمنطقة التي تشتغل فيها بالطيبوبة والتفاني في العمل خدمة للمواطن، الشيء الذي عجل بعقد لقاء بمندوبية وزارة الصحة عشية نفس اليوم، لدراسة الوضعية الأمنية داخل وبمحيط المركز الصحي، حضره الأطر العاملة بالمستوصف وباشا منطقة جنان الورد وممثل عن النقابة برعاية المندوب للجهوي للصحة، من أجل الاتخاذ الإجراءات الضرورية تجنبا لتكرار الحادث، الذي علقت عليه الدكتورة أمينة بغير البريء في إشارة إلى أيادي خفية وراء الموضوع للنيل من الطبيب ومن خدماته ورسالته الإنسانية والاجتماعية. كما نددت النقابة لاستمرار مسلسل الاعتداء على الكوادر والطبقة الشغيلة بمختلف المراكز الصحية والمستشفيات بالمدينة ونواحيها، مؤكدا أن منتسبي النقابة وغيرهم في القطاع الصحي أصبحوا يفتقدون للحماية والإحساس بالأمن، داعية وزارة الصحة والجهات المعنية تحمل مسؤولياتها في وقف هذا النوع من التسيب، وتوفير ظروف عمل مناسبة تساعد على تقديم الخدمة للمريض، مطالبة بالتشدد مع أي اعتداء تتعرض له الأطر الصحية. وقالت المعتدى عليها الدكتورة أمينة النصري الصحراوي، الطبيبة رئيسة بالمركز الصحي سيدي بوجيدة في تصريح للجريدة «إن مهنة الطب من المهن الإنسانية الراقية والتي تستهدف خدمة المجتمع وتوفير الرعاية الصحية لأفراده ولذا يحتاج هؤلاء الأطباء إلى توفير أكبر قدر من الحماية والأمن لهم لأداء رسالتهم الإنسانية على أكمل وجه»، متمنية أن تكون تلك الحادثة هي آخر الاعتداءات على أصحاب مهنة الطب في مختلف المجالات.