أفتخر وأعتز بعودتي إلى حزب التقدم والاشتراكية،الذي تشبعت بأفكاره وتوجهاته منذ نعومة أظافري. 1- غالبا ما يتم الحديث عن تركة المجلس السابق في كل تجربة جماعية جديدة،حدثنا عما ورثه مجلسكم الحالي في جماعة تايناست؟ ج- بطبيعة الحال،لا يمكن أن نغيب آثار التجارب السابقة فيما يخص التسيير الجماعي،لأن هناك ارتباطا وثيقا بين الماضي والحاضر،فقط هناك اختلاف في درجات التركات الموروثة،وذلك له علاقة بحجم الإحساس بالمسئولية،ومدى التزام كل مجلس ببرنامجه. أما فيما يتعلق بجماعة تايناست فيمكن إجمال الرواسب التي ورثناها عن المجلس السابق في عدة نقط أهمها - إذكاء التفرقة والفتن وتشجيع النعرة القبلية بين الدوائر المكونة للجماعة،وحين حظينا بثقة الناس وتسلمنا زمام التدبير اندهشنا لحجم الاحتقان السائد بين ساكنة تايناست المركز، ودواوير صنهاجة. - إقصاء مجموعة من الدواوير من المشاريع التي تمت برمجتها. - عدم إتمام مجموعة من المشاريع التي كان من شأنها أن تفك العزلة على مجموعة من الدواوير،مثل قنطرة اولاد الدريوش وطريق بني كرامة.وتم تحويلها إلى مشاريع وهمية لازلنا نتساءل لحد الآن عن مآلها،وقد أعدنا برمجة قنطرة ولاد الدريوش السنة الفارطة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،ومع الأسف تم رفضها بحجة أن الطرق والقناطر لا يمكن إدراجها في إطار المبادرة بحكم أن المبلغ الذي تمنحه غير كاف لذلك،هذه القنطرة أنجزت حولها دراسة من طرف المجلس وقدمت منها نسخة للمجلس الإقليمي ولمجلس الجهة،وكنا قد حضرنا اجتماعا ترأسه الكاتب العام السابق لمناقشة الأضرار التي لحقت بالعالم القروي جراء الفيضانات وتم اقتراح هذه القنطرة مرة أخرى،إضافة إلى طريق ولاد الدريوش التي تبلغ مساحتها تسعة كلم في البرنامج الاستعجالي لوزارة الداخلية الذي خصص له مبلغ 550 مليون سنتيم – كما صرح بذلك الكاتب العام السابق آنذاك-. 2- أنتم الآن أمام سؤال المواطن وانتظاراته، ماذا أعددتم لذلك؟ - كمجلس لدينا طريقة خاصة في الاشتغال،فنحن نعمد إلى اختيار دائرتين في كل برمجة لإنجاز مشاريع حتى نتمكن من تغطية جميع الدوائر وألا نسقط فيما نهجه المجلس السابق الذي ظل كان يتعامل بمنطق التهميش والإقصاء والتمييز بين دائرة وأخرى،فنحن جئنا لنخدم الجماعة بكاملها،ولا فرق عندنا بين دواويرها وسكانها فالكل سواسية . في مقابل ذلك تواجهنا إكراهات كثيرة نرى أنه من الضروري أن يعلم بها المواطن في جماعة تايناست حتى يكون في الصورة الحقيقية،فكما يعلم الجميع فإن هناك عدة مشاريع لا تدخل في اختصاصات المجلس،مثل الطريق الرابطة بين تايناست والجالة،وتبلغ مساحتها 19,5 كلم،هذه الطريق تعتبر مفتاحا لجل المشاكل التي تعاني منها الجماعة على مستوى الشبكة الطرقية ،وما يجب أن يعلمه المواطنون في تايناست أن هذه الطريق ظلت مجمدة منذ سنة 1995 في عهد حكومة التناوب،ولا زلنا ننتظر إخراجها إلى حيز الوجود،مع العلم أن عدة جماعات عرفت تدشين طرق في نفس الوقت،وتم إنجازها،ونحن نتساءل : من يقف وراء هذه العرقلة؟ ومن المستفيد ضرب مصالح المواطنين في جماعة تاينست؟ وإضافة إلى هذا هناك الطريق الرابطة بين تايناست وسد سفالو مرورا بأمطغار والتي نتمنى أن يبادر السيد عامل إقليمتازة إلى زيارتها،إنها ستساهم في فك العزلة على أكثر من ثلاثة آلاف مواطن. أمر آخر وهو المتعلق بالكهرباء،حيث أن كل الأعمدة الكهربائية متساقطة ورغم المراسلات المتكررة والتنصيص في دورات المجلس على ضرورة الإسراع بصيانة وإصلاح الشبكة الكهربائية،وتمتيع الساكنة بحقهم في الإنارة ،رغم كل هذا فإن الوضع لازال على حاله،ومما يحز في النفس أن الأعمدة والأسلاك المتساقطة عارية وتوجد في الطريق رقم 5413 ،وهذا يشكل خطرا على السكان، خاصة الأطفال الذين يدرسون بمجموعة مدارس أمطغار، وقد سبق أن راسلنا المكتب الوطني للكهرباء الذي أوفد لجنة تقنية عاينت هذه الأخطار وأقرت خطورة الوضع. بالنسبة للتعليم،فالكل يعلم أن أشغال الإعدادية كانت متوقفة،وقد بذلنا جهدا جبارا في إخراجها إلى حيز الوجود،وبالفعل نجحنا في ذلك واستطعنا أن نوفر على أبناء جماعتنا الجهد والمصاعب ومشقة التنقل والمصاريف التي كانت ترهق آباءهم وأولياء أمورهم،وتجعلهم في كثير من الأحيان يحرمون أبناءهم من متابعة الدراسة بسبب فقرهم وقلة ذات يدهم،والحمد لله أن خصومنا اعترفوا بذلك وأقروا لنا بهذا الإنجاز الكبير،لكن رغم ذلك فإن الإعدادية لا زالت تفتقر إلى مجموعة من المرافق الحيوية منها المراحيض حيث يضطر الأساتذة والتلاميذ والعمال بالمؤسسة إلى قضاء حاجاتهم البيولوجية تحت الشجر وفوق العشب مضرين بالبيئة ومتسببين في حرج الناس الذين يشمئزون من رؤية تلك المشاهد المخلة بالحياء،ونحن نستغرب كيف أن مجلس الجماعة لا يدخر جهدا في التحسيس بأهمية المحافظة على البيئة، وبالمقابل نرى التعليم يعاكس هذا التوجه ويساهم في تلويثها،فلا يعقل أن نرى مؤسسة تعليمية بدون مراحيض تفي بأغراض الأسرة التعليمية. 3- السلطة المحلية شريك للمجلس ،لكن الملاحظ أن العلاقة بينها وبين المواطن في تايناست على غير ما يرام،ما تعليقك؟ وأين يقف المجلس بخصوص هذا المشكل؟ حقيقة هذه المشكلة من بين التركات السيئة التي ورثناها عن المجلس السابق،وحملنا وزرها- مع الأسف- فقد عرف عمن سبقنا تواطؤه وانصهارة في أحضان السلطة وميلها إليها تاركا المواطن عرضة لليأس،لكن بعد اللقاءات والجلسات المتكررة مع ممثلي السلطة سواء القائد أو رئيس الدائرة حول إيقاف نزيف الاضطهاد والاحتقار والاستغلال الذي كان متبعا مع الساكنة سابقا،لمسنا بعض التغيير في تعامل السلطة مع الساكنة التي أخذت تتنسم هواء الاحترام،اللهم بعض الحالات الاستثنائية التي نتدخل حولها في الحين وتتم معالجتها. 4- تكلمت عن التعليم والكهرباء،وماذا عن قطاع الصحة؟ ما هو معلوم فإن عدد السكان بجماعة تايناست يتجاوز 13000 نسمة،لديهم طبيب واحد ومولدة وممرض وهو أمر غير مقبول وغير كاف،خاصة إذا علمنا أن مستشفى تايناست يستقطب مواطنين من جماعات مجاورة مثل كاف الغار وبني فتح وبعض الدوائر التابعة لبلدية أكنول،لأجل ذلك لم نأل جهدا في طلب إنشاء وحدات طبية أخرى في كل من دوار أهل مولة واهلاونة وإمدادها بالطاقم البشري للتخفيف من الضغط الواقع على المركز وعلى الساكنة خاصة أن جماعة تايناست هي أكبر جماعة بالدائرة. 5- حاليا تعاني الجماعة أضرارا جسيمة جراء التساقطات الأخيرة،ماذا فعلتم من أجل تجاوز معاناة الساكنة؟ نحن كمجلس- نتأسف على ما لحق سكان جماعتنا الأعزاء من أضرار جراء هذه التساقطات التي لم تسلم منها حتى المدن الكبيرة مثل الدار وسلا وطنجة،وهذه الأمطار هي أمر إلهي ولا راد لقضاء الله،والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه،ولعلمنا أن سكان تايناست كباقي المغاربة مؤمنون بالله وبقضائه فنحن على يقين أنهم سيتفهمون ما وقع وسيحمدون الله. أما فيما يخص الإجراءات التي باشرناها – كمجلس- فقد سبق أن اتصلنا بعمالة الإقليم لكي تمدنا بآليات المجلس الإقليمي إلا أنه تبين لنا أن هذه الآليات حكر على جماعات معينة ذات حظوة ونفوذ،واكتشفنا أن هناك لوبيا يحتكر معدات المجلس الإقليمي،ولكن المجلس لم يبق مكتوف الأيدي،وقام باقتناء جرافة( طراكس) وبها استطعنا التخفيف من حدة الآثار التي تخلفها الفيضانات،وذا اعتبرناه تحديا لكل من يقف وراء عرقلة مشاريعنا وتوجهاتنا التنموية. 6- بلغ إلى علمنا أنكم واجهتم دسائس ومكائد خلال تأسيسكم لمجموعة الجماعات،من يقف وراء ذلك؟ في البداية لابد من الإشارة إلى أن فكرة إنشاء مجموعة الجماعات كانت من اقتراح السد العامل مشكورا،وقد أردنا أن نسلك في ذلك نهج عدة جماعات توحدت في مجموعات ونجحت في ذلك،وقد اتفقن على مساهمة كل جماعة ب أربعة بالمائة من ميزانيتها العامة،وذلك بعد توقيع عقد شراكة بين المجلس الإقليمي والمجموعة،إلا أننا تفاجئنا في الأخير أن مجموعة منن العناصر الحربائية والفاسدة والانتهازية التي تعودت على تخريب الإقليم ومعاكسة مصالح المواطنين تقوم بحملة مغرضة ولئيمة لعرقلة هذا المولود التنموي، والذي أراده السيد عامل الإقليم كنهج لتدبير الشأن العام بشفافية ومصداقية تماشيا مع توجيهات عاهل البلد،وهذه الطغمة الفاسدة لو كانت جماعاتهم هي التي تعاني العزلة والحصار ولو كلفوا أنفسم القيام بزيارة لدائرة تايناست لأحسوا بالخجل إذا كان لديهم –أصلا- ما يخجلون من أجله،ولفهموا فكرة وتوجه السيد العامل. 7- التحاقكم بحزب التقدم والاشتراكية أربك الحزب في الإقليم خاصة أنكم على عضوية اللجنة المركزية في ظرف قياسي،الشيء الذي لم يرق عدة أعضاء قدامى داخل الحزب،ألا تشعر أن ذلك سيؤثر على مكانتك في الحزب؟ أولا أفتخر وأعتز بعودتي إلى الحزب الأم الذي تشبعت بأفكاره منذ نعومة أظافري والكثير لا يعلمون من جهلهم أنني ابن الحزب الذي انخرطت فيه منذ 1993حينما حصلت دائرة تايناست على مقعد برلماني بنفس الحزبوكانت سابقة في إقليمتازة والجهة عامة،وبعد ذلك التحقت مع من التحق بحزب جبهة القوى الديمقراطية حيث كنت عضوا مؤسسا بتازة،وتدرجت في أجهزته وأسلاكه ومناصبه،حتى جاءت الاستحقاقات الجماعية الأخيرة وترشحت باسمه وحصلت على رئاسة مجلس تايناست،وأنا لا أرى أي مشكل في رجوعي إلى حزب تقدمي نشأت فيه،وهو أمر لا عيب فيه مادمت تقدميا ،وللذين يتضايقون من ذلك أقول أن الحزب للجميع والساحة النضالية هي المحك،ولا فضل لسابق على لاحق إلا بالنضال والاتزان والتمسك بمبادئ الحزب والانتباه لمصالح وهموم المواطن،والانخراط في مسيرة البلاد الحداثية،ومن أراد أن يثبت ذاته فالساحة أمامه. 8- راج في الآونة الأخيرة انضامكم لحزب التراكتور،ما قولك؟ لم يحصل ذلك أبدا،وهي مجرد إشاعات معروف بها الشارع المغربي في مجال السياسة بشكل عام،وأنا بطبيعة الحال لدي علاقات مع أشخاص باميين،وتفرض على بعض المحطات أن أجالس جميع الأطياف السياسية،مما يجعل البعض يفهم ذلك أنه انتماء لهذا الحزب أو ذاك،كما أن هناك عناصر طفيلية على العمل السياسي تقتات على الإشاعة،ولها مصالح ومآرب في ذلك،وأنا أؤكد أني تقدمي ولا زلت في حزب التقدم والاشتراكية. 9- بدأت حمى التحضير للانتخابات التشريعية 2012،هل تنوي الدخول في هذه التجربة؟ إنه موضوع سابق لأوانه،والسباق الذي أنا بصدده هو تحقيق مصالح الساكنة بالجماعة خاصة ودائرة تايناست عموما،ونأمل من الذين تنفتح شهيتهم لانتخابات 2012 أن يزوروا المناطق القروية المنكوبة،ليثبتوا أنهم فعلا مع مصالح الناس وأنهم ينشدون تحقيق الإقلاع التنموي وإسماع صوتهم للجهات المعنية.