أبى حي الكوشة الذي لازال يحصي ضحاياه ويلملم جراح وكسور شبابه الذي رفضت سيارات الوقاية المدنية نقله إلى المستشفى الإقليمي ابن باجة، والمستشفى بدوره رفض تقديم العلاج للمصابين وتسليمهم شهادات طبية،فهل المواطن المغربي مجرد جالية أم زوائد دودية في حي لا ترى فيه المسؤولين إلا ناخبين يستجدون أصوات الساكنة،أورجال أمن يحملون الهراوات؟؟..أبى هدا الحي إلا أن ينظم أمسية فنية رائعة في الهواء الطلق ،في قلب الحي الدي عرف مواجهات يوم الأربعاء 4 يناير،أمسية امتزجت فيها الفكاهة بالطرب الأصيل، الشعر بالزجل، والملحون بالأغنية الملتزمة لفرقة الصمود المحلية والفنان صلاح الطويل،أمسية تداعى لها سكان تازة في جو بديع وهادئ محكم التنظيم،رغم قساوة البرد ظلت ساكنة تتابع فقرات الأمسية المتنوعة حيث فجر شباب وشابات طاقات الحي عن إبداعاتهم الفنية التلقائية ومختلف أشكال التعبير التي انبهر الكل بهده الطاقات المختزنة والمكبوتة والتي لاتجد مرافق ترفيهية وتثقيفية لبلورتها وتطويرها . ولأن بين الثقافة والسياسة خيط رفيع جدا،ولأنهما بمثابة الخيط والإبرة،ولأن الكسور والجروح لازال الشباب يحملونها كإدانة للقمع المسلط على أبناء الحي قد زينت الأمسية بلافتة تطالب فيها بمحاكمة ومحاسبة عامل إقليمتازة ورئيس المجلس البلدي،رئيس المجلس هدا الذي أبدى استعداده في الوقت الضائع لتلبية كل مطالب الحي وتبين أن هناك دراجات نارية وأكشاك وووو هده الأمسية لم تستثن عامل الإقليم عبر الشعارات وأغاني الراب وقصائد شعرية تطالبه فيه بالرحيل . أمسية انتصر فيها الإبداع دون بهرجة،والفن دون ميوعة،والتنظيم دون مخازنية ،أمسية لم تكلف ثمن سرير فنان آت من هناك في فندق مصنف ،كم كانت ستكلف هده الأمسية الرائعة لو نظمها ناهبو المال العام ومحترفو البهرجة لتنميط الدوق وتبليد الحواس وصرف المواطنين عن قضاياهم الحقيقية؟.