أعلن الديوان الملكي السعودي، مبايعة سلمان بن عبدالعزيز ملكا للسعودية. ويأتي ذلك بعدما أعلن الديوان الملكي عن وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز فجر اليوم الجمعة. وصدر عن الديوان الملكي بيان جاء فيه: "ببالغ الأسى والحزن ينعي صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وكافة أفراد الأسرة والأمة، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حيث وافته المنية في تمام الساعة الواحدة من صباح هذا اليوم الجمعة". وقد تقرر الصلاة على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد صلاة عصر الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبد الله في مدينة الرياض. ومن ثم سيتم دفنه في مقبرة العود، إلى جوار والده الملك المؤسس الملك عبد العزيز، وإخوانه الملوك والأمراء الذين سبقوه في الوفاة. وكان الملك عبد الله قد خضع لعدة عمليات جراحية خلال السنوات الأخيرة، قلل بعدها من ظهوره في المناسبات العامة، وفي أواخر ديسمبر دخل المستشفى لإجراء بعض الفحوصات الطبية إثر صعوبات في التنفس.
وأعلن الديوان الملكي بعد أيام عن إصابة الملك بالتهاب رئوي مؤكدا استقرار حالته الصحية بعد وضع أنبوب يساعد على التنفس. العاهل السعودي الجديد
وتلقى ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود البيعة ملكا على البلاد وفق النظام الأساسي للحكم ودعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمبايعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد. وولد سلمان بن العزيز في 31 ديسمبر 1935، وتلقى تعليمه الأساسي في الرياض وعين أميرا لمنطقة الرياض بالإنابة عن أخيه الأمير نايف بن عبد العزيز عام 1954، وأصبح أميرا للمنطقة بعد ذلك بعام واحد. وتم تعيينه وزيرا للدفاع بأمر من الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2011، وفي 2012 اختاره الملك عبد الله بن عبد العزيز وليا للعهد، بعد وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز الذي كان وليا للعهد آنذاك. الأمير مقرن أصغر أبناء عبد العزيز بوفاة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز واعتلاء الأمير سلمان سدة الحكم، أصبح الأمير مقرن بن عبد العزيز البالغ من العمر 69 عاما وليا للعهد. ولد مقرن في سبتمبر 1945 في الرياض، وهو الأصغر سنا بين أبناء الملك عبد العزيز، ودرس في كليات عسكرية في بريطانيا قبل أن ينخرط في الشأن العام. تخرج مقرن في 1968 من مدرسة كرانويل العسكرية الشهيرة وخدم في سلاح الجو قبل أن يشغل اعتبارا من عام 1980 منصب أمير منطقة حائل ثم أمير منطقة المدينة. وفي أكتوبر 2005، أوكلت إليه قيادة المخابرات السعودية، وهي وظيفة سمحت له بتطوير خبرته السياسية ونسج علاقات إقليمية ودولية. ثم عينه الملك مستشارا له عام 2012، ثم نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء عام 2013 وهو منصب فتح أمامه الطريق لولاية العهد. عين الأمير مقرن في 27 مارس2014، في خطوة غير مسبوقة، وليا لولي العهد، وآراد الملك عبد الله بذلك أن يضمن وصوله الى العرش. وكونه الإبن الأصغر للملك عبدالعزيز، فقد يصبح مقرن الملك الأخير من الجيل الأول، تطرح معه بقوة مسألة الانتقال الى الجيل الثاني وولد مقرن لأم يمنية، ما سيشكل حالة غير مسبوقة عند وصوله الى سدة الحكم. وصورته كتقدمي تدفع للاعتقاد بأنه سيتابع على الأرجح برنامج الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي بدأها الملك عبدالله بشكل حذر.
ومن خلال عمله في المخابرات، نسج الأمير مقرن علاقات قوية في الإقليم والعالم، ودخل على خط الملفات الأفغانية والباكستانية والسورية واليمنية واللبنانية حسب مصادر دبلوماسية.