الليل يا ليلى هذه المرة لا يطربني ..لأنه يؤرق ..فقد استوقفني المشهد السياسي وجعلني أقر بأننا بتنا نعيش في زمن العبث ،فبعد انتظار وترقب،وتطبيل وتزمير وخطابات حول الجودة والحكامة وترشيد العمل السياسي ..أطلت علينا الحكومة المعدلة المنقحة كما يزعمون بأسطول وزاري ضخم ،تسعة وثلاثون وزيرا وكأننا نصبو لتسجيل رقم قياسي في عدد الوزراء ومنتدبيهم .بتنا نعيش شتاتا سياسيا لا نظير له..وبعد المناداة بنهج سياسة التقشف و الزيادة في أسعار المحروقات ووو... لم يبق للمواطن العادي سوى أن يقول ...إلى أين يقودنا هذا الأسطول الوزاري .. وأين نحن من نهج سياسة الحكامة ،،أم أنها سياسة الشعارات تطل علينا لتعقل أصواتنا المخنوقة بدواخلنا ..لتطمي همومنا وخضاتنا؟؟ . في زمن أحوج مانكون فيه لإعادة الثقة ،نفاجأ بتعديل حكومي لا يرق لتطلعاتنا ..أنا المواطنة المغلوب على أمري أتوجه بسؤالي البسيط لرئيس الحكومة ..لم لمْ تشركوا الشعب في الاختيار،أم أننا مواطنون من الدرجة الصفر ...أنا لا أفهم في بحر السياسة اللجي ..ولا أطمح لمنصب وزاري ..بل أطمح في تفسير يشفي غليلي. كلنا كانت تحدونا الرغبة في الإصلاح الجاد وليس مجرد ترميم شكلي.. كم من الميزانية تكفي لهذا الأسطول الوزاري ..كم من سيارة فارهة ّ،كم من فيلا،وأنا لا أملك ..حتى أدنى شروط العيش الكريم .كم ستختصمون من أجور الموظفين البسطاء والعمال ..كم من الضرائب ستفرضون على الطبقة المسحوقة من شعبكم ، كم كم أسئلة تحضر كل مغربي يغار على وطنه..لما هذا الاستهتار برأينا؟. هي ولا شك الموجة الجديدة للعدالة الاجتماعية ..حكامة اللاحكامة .. فهل يعقل عقلاؤنا هذا الاستهتار؟. هل مُرغمون نحن بقبول حكومة عرجاء تتكئ على ميزانية الشعب وتفقيره وتخويفه من الحاضر والمستقبل...قل لي سيدي الكريم : كم من أسرة تجسر بعد اليوم أن تشتري الرغيف بدرهم ونصف ،،كم أسرة يطاردها الخوف من عدم تأمين قوتها اليومي كم،كم أُربكت حساباتنا البسيطة الحالمة بثقل الأعداد والمقاعد والمناصب ..أين الوعود ..وأين تساوي الحظوظ. قيل خير الكلام ما قل وذل ..فلا أجسر على الترحال بين جسد السطور فقد أحست بدورها بعبث ما أكتب ..وقالت كفاك ثم كفاك والعبث ..ضجرنا سياسة العبث.