اختتمت فعاليات مهرجان الفروسية في دورته السادسة و العشرون بتيسة مساء 15 من شتنبر الجاري و المنظم هذه السنة من طرف فيدرالية الوفاق لمهرجان الفروسية بتعاون مع عمالة إقليم تاونات وبدعم من وزارة الداخلية والمجلس الإقليمي ومجلس جهة تازةالحسيمة تاونات ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم الشمال بالمملكة والشركة المغربية لتشجيع الفرس وبلدية تيسة وجماعات دائرة تيسة تحت شعار "الفروسية فن حضاري اصيل".
المهرجان في دورته السادسة و العشرون عرف قدوم ما يقارب من 800 فرس و فارس حجّوا لملعب الخيل بتيسة من أجل تقديم و صلات في فن التبوريدة، لكن سوء التنظيم و الارتباك الذي حصل لدى المنظمين بفعل تهاطل الأمطار و تحول تيسة الى مستنقع من الأوحال و البرك المائية المتناثرة هنا و هناك مما أبان عن مدى التهميش و الاهمال الذي تعاني منه المنطقة فيما يتعلق باهتراء البنى التحتية ان لم نقل غيابها بالكامل.
هذا و ظهرت بوادر سوء التنظيم و التسيير لمهرجان تيسة في دورته السادسة و العشرون من الأيام الأولى للاستعدادات حينما تم تسجيل تأخير و تخبط لدى المنظمين في تأهيل بعض المرافق، هذا التخبط و سوء التنظيم خلف استياء لدى عدد كبير من الوافدين الى البلدة و الذين كانوا يأملون في التمتع بفن التبوريدة، لكن هذا هو حال تيسة التي اقترنت بمهرجان لم يعد يحمل من معاني المهرجانات الاّ الاسم ، بعدما تأكد لكل المتتبعين و الوافدين أن من يتحملون المسؤولية في التنظيم و التسيير عليهم ان يتوقفوا عن تكرار مهازلهم المضحكة، و ليعوا جيدا أن المواطنين فطنوا لعجزهم و فشلهم و لم يبق لهم سوى الرحيل ، أو كما نطق بها أحد المهتمين بفن التبوريدة بعدما قال بالدارجة في حديثه لصدى تاونات "لنظم هاذ المهزلة خصوا يحط السطل بلا تقرقيب" ، هذا و عبر لنا عدد من الوافدين عن مدى استيائهم لسوء التنظيم و التسيير لما اصطلح عليه بمهرجان مجازا و ليس حقيقة.
حيث تم إلغاء عدد من الفقرات و التي كانت مبرمجة بدواعي مختلفة كما تم تسجيل عشوائية و تكدس للمواطنين قرب فرق التبوريدة حتى اختلط الحابل بالنابل و عم السخط و الصراخ و مشادات هنا و هناك ، بالاضافة الى تسرب مياه الامطار لعدد كبير من الخيام كما انقطع التيار الكهربائي على عدد منها في غياب و لو تدخل أو اهتمام من طرف المنظمين لانقاذ ما يمكن انقاذه، كما شوهدت خيام تكاد تسقط على المحتمين بها في جو تغلب عليه الحسرة و الحزن الذي استوطن قلوب محبي مهرجان الفروسية، الذي تحول الى مهرجان المهازل و الضحك على الذقون في غياب الوضوح و الشفافية من طرف المنظمين ، فهل سيتم الكشف عن الميزانية التي تم صرفها على مهرجان الوحل و العشوائية لهذه السنة أم ستبقى دار لقمان على حالها مع تطبيق المثل المصري الشهير { لا مين شاف و لا مين دري } .