عزيز باكوش * كنت دائما أنتصر لفكرة إيجاد الصحفي أولا بمواصفات مهنية قبل أن نفكر في أي قالب نصبه هل في قالب إلكتروني أم في قالب ورقي ؟ كنت دائما أميل إلى اعتبار مسألة التهيب من كتابة أسم صحفي أو مجرد النطق بها في حاجز للدرك او الشرطة لمجرد الظهور بمظهر الواجب احترامه أمرا غير مقبول تماما كنت ولا أزال من المدافعين على أن معاهد الاعلام ومؤسسات التكوين ليست وحدها المخولة لانتاج صحفيين متمرسين ومحترفين وأن كانت خارطة طريق أساسية لا بديل عنها في إرساء مهنة صحافة وفق قواعد علمية.
لا أفهم كيف يصبح المتواصل على الفايسبوك صحفيا لمجرد نشر خبر ينعلق بحادثة سير مرفوقة بصورة من موقع الحدث ؟ لا أستسيغ ادعاء متواصل توقيع خبر محاولة انتحار فاشلة لأحدهم باسم صحفي بجريدة كذا أو موقع كذا؟ هذه القناعات ومثيلاتها تجعلني حد اليقين أجزم أن أية ترجمة لها على أرض الورق سيكون الفشل حتما حليفا لها .
ولتقريب الإشارة أكثر أقول أن البعض ممن التصقوا بمهنة الصحافة دون أن يجدوا وقتا كافيا لتصفح قواعدها، سيكتشفون هول الفاجعة التي اقترفواها فقط حين ينزلون الى الورق بنفس القناعات والحماسات ذات الجرعة الزائدة، لان النشر السريع على الفايس بوك والتدوين السريع على الصفحة الخاصة به والتوقيع السريع بأسماء بارزة وإحداث موقع بسرعة البرق وتبويبه بشطارة الخبراء لا يصنع صحفيا أبدا لا بصيغته الإلكترونية ولا الورقية.
ثمة أشياء أخرى غاية في الأهمية تختمر وتتفاعل كثيرا وعلى نار هادئة، في زمن قد يطول وقد يقصر تشكل مدخلا مواتيا لرسم معالم الخطوة الأولى في درب هذا الاختيار الصعب ارتياداته.... دون تشطيب وعلى نفس واحد...