تكشف القناة الثانية 2M مرة أخرى ومن خلال برنامج " قفطان 2013" عن ثقافة الميوعة والابتذال من خلال لوحات لا تمت لثقافتنا بأية صلة،ثقافة العري والرقص والإبهار عن طريق استعراض الجسد..جسد الأنثى الذي أضحى لوحة تبخيسية، يقدم كطبق دسم لكل مريض، مكبوت..إذْ كان من المفروض أن يطل علينا القفطان المغربي في حلته الأنيقة الأصيلة..ففوجئنا بعروض خادشة للحياء لا يقبلها أي مشاهد مغربي يحترم نفسه ودينه الإسلامي وهنا لا مناص من الوقوف مطولا لنقول:" نعم لثقافة القفطان المغربي الأصيل الذي يعبر عن حضارتنا التليدة، وعن براعة الصانع والفنان المغربي الذي يحترم الأذواق الجميلة الرفيعة .."لا" لكل ثقافة دخيلة تبخس من شأو المرأة المغربية ..وتختزلها في مجرد فستان للسهرة ..أو تعلبها لأجل الإثارة ..
إننا نأسف كل الأسف لتعليب الثقافة الإنسانية وتقديمها للمشاهد/ المتلقي في صور وعروض تستمجها الذائقة السليمة، ويأبها كل مغربي حر بغض النظر عن انتماءاته العقدية والعرقية والإيديولوجية.
إنها ثقافة تخريبية تربي فينا تقبل ثقافة غريبة /غربية،وذوق لا يرقى إلى أسسنا التربوية وعاداتنا وتقاليدنا.
(( فحرصاً أيتها القناة على برامج هادفة تتواءم وعقيدتنا الإسلامية وخصوصيات ثقافتنا المغربية ..ومزيدا من الوعي أيها المُشاهد/المتلقي فلا نُريدك أن تَقْبَلَ بثقافة تتعارض مع ديننا السمح وطقوسنا وتقاليدنا ، فمثل هذه البرامج الخادشة للحياء تستهدف بث السموم الخفية في عقول ناشئتنا، وتصبو إلى صناعة جيل من المشاهدين يقبل بكل مبتذل رديء)).
فكما نعلم فالقفطان المغربي زي تقليدي له من الجمالية والإبداع والإتقان ما يؤهله لفرض تواجده وبقوة في كل المحافل والمناسبات سواء كانت وطنية أو دولية، وقد استطاع أن ينفتح على الثقافات الأخرى ليستمد منها ما يتماشى مع خصوصياتنا المحلية والوطنية،وهو من خلال ذلك يبرهن أنه ليس في حاجة إلى لوحات وعروض ممسوخة مشوهة ليفرض تواجده..فمكانته اكتسبها من أصالته، وأصالة مبدعيه ومصمميه الأكفاء الذين استطاعوا بمهاراتهم وطاقاتهم الإبداعية أن يقدموا للعالم أجمع لوحات ساحرة تأسر كل عاشق للزي التقليدي الرفيع.
ينضاف إلى هذه الثقافة الاستلابية " مهرجان موازين" ، فبألوان تافهة أطل علينا هذا المهرجان في نسخته الثانية عشرة ليكشف عن مغرب اللاثقافة من خلال الثقافة" الثبانية" المريضة التي تجلت في الظهور السافر للمغنية البريطانية" جيسي دجي"..إنها ثقافة اللاتزان تغزو مغربنا الحبيب..فبألوان البهرجة والمساحيق الزائفة أُتْحف الجمهور المغربي – طبعا ليس الجمهور التواق للذوق الرفيع- بل الجمهور الذي يتهافت فقط على الثقافة المدمرة للهوية ،الذي تستهويه الموسيقى الصاخبة والغناء والفن المبتذل والصور العارية،إنه جمهور مُسْتلب بثقافة الغرب، يرنو إلى الانسلاخ والذوبان في ثقافة الأخر /الغرب المختلف عنا في الكثير من المناحي.
إن اختزال الثقافة في مهرجان كموازين لأمر مخز،فالثقافة المغربية أثْرى وأعمق بتراثها الشعبي وطقوسها الاحتفائية المتنوعة وتقاليدها ونتاجاتها الإبداعية التي تَمْتَحُ من عمق تاريخنا التليد،من أصالتنا الموغلة في القدم..فحبذا لو تتضافر الجهود لنستأصل الداء قبل استشرائه،وقبل أن يتحول إلى طوفان يجرف في طريقه كل ضعيف،مقلد أعمى.
وما أحوجنا جيل اليوم لثقافة متزنة ترسم مساراتنا المبدعة،لا مسارات الغير التي تنحو نحو تغريبنا واستلابنا بكل السبل، كما تسعى للإجهاز على هويتنا وخصوصياتنا الثقافية والهوياتية ،فلنحذر إذن ثقافة الاستلاب العمياء،والتبعية الحضارية.
كما أننا يجب أن نحتاط من سياسة التعتيم التي تنتهجها بعض الجهات لإظهار هذه المهرجانات بوجه مختلف وناجح بالإشارة إلى نسب الحضور المكثف والجمهور الكثير،بيد أن ما خفي كان أعظم ،فقراءة واعية لهذه الشاكلة من المهرجانات تكشف عن أشياء كثيرة، فهلموا جميعا لنقول:" لا " لثقافة تنحو نحو نخر البنية المجتمعية ..ولا للغزو الثقافي الاستلابي.
فالحذر كل الحذر من ثقافة الاستلاب. وكفانا برامج تُرسخ للبهرجة وثقافة الهدم ،ولْنَحْترِمْ قيمنا ، ولْنَنْأى عن التقليد الأعمى الذي لا يتقبله المشاهد المغربي الواعي ..رغم إيماننا بضرورة الانفتاح على ثقافة الآخر.
موازين وثقافة الميوعة والعري
موازين الثقافة، ثقافة جديدة تكتسح الساحة المغربية، إنها ثقافة هز الوسط واللعب على أوتاره، إطلالة يعتبرها الكثيرون إضافة نوعية للمشهد الثقافي المغربي ، فهل يا ترى بتنا نؤمن بهكذا ثقافة؟.
استنفار أمني وحراسة مشددة ...وكأننا مع موعد للثأر من أحدهم،أو مقبلين على هجوم مباغت والحقيقة أن الصورة والواقع بات ليس مجرد حفل استعراضي، بل أضحى غزو لثقافة الجسد، ثقافة العري التي ترتسم في شتى اللوحات، وتحت تصفيق الجماهير.
الكل منبهر، مشدود لهذا الملمح الجديد للثقافة،أو حري القول إنها الموجة الثقافية الجديدة التي يستلزم علينا تقبلها وببشاشة،دونما تبرم..الأضواء تحاصرك من كل الجهات، وكذا الإيقاعات، أضحينا غارقين في بحر التموجات، وشبابنا وشاباتنا أصيبوا بالهوس والجنون.
"جيسي دجي" وثقافة العري، والميوعة، وهز الوسط ،بل خليق القول كل نقط الجسم تهتز لتعبث بأحلام الشباب الضائع الذي يبحث فقط عن كل ما هو يسير مسلي، وحلت "جيسي دجي" بموازين لترتحل بهم، لتسحرهم وكأنهم أصبحوا أسارى، أو مجرد قوالب فارغة تنتظر من يشحنها.
يا لا للفسق، وأعجبْ به من إقبال ! وزغردي يا أمتي على التيه الذي بتنا نحياه،عفوا سيعلق الكثيرين أليست ثقافة؟.
جميل هذا التعليق، والأجمل الإيمان بهذه المُيوعة الجديدة التي اصطلح عليها بموازين مغرب الثقافات.
فهل باتت هذه الحمى الثقافية تلبس الجسد الإنساني وتجعله يتموج، ويرقص رقصة أفعى، هل الثقافة انصهرت لتتحول إلى مجرد لعب بالجسد، ربما الأمر كذلك؟.
ولا تستغرب مادمنا نعيش في بوثقة الثورات، ربما حتى الثقافة أرادت أن تثور على المألوف المعهود.
أم أننا و في ظل ما شهده الشارع العربي والمغربي من حراك أرادنا التصفيق والرقص والثورة، لكن هذه المرة بتوسل سبل أكثر إغراء، أردنا أن نثبت أننا مختلفون، وأننا كبلد مسلم نؤمن ونتعايش هذه المرة ليس مع الشعوب والحضارات والديانات الأخرى، بل مع الغزو الجديد، الذي يعتبره الكثيرون ثقافة ..فهل ثقافة العري والتعري التي تحرك الشهوات وتوقع في المحذور والمحرم ثقافة، هل نصفق وبحرارة لهذا الغزو الجديد، وهذه الثقافة الجديدة الدخيلة على مجتمعنا، أم نترك دار لقمان على حالها ..ونعلن انصهارنا في الآخر الذي لا يعير للأخلاق أية قيمة بدعوى الانفتاح ومسايرة العصر..
الذي بات يعلن عن تطورات خطيرة في مجال الأخلاق والتقاليد والأعراف، فهل نحن منسقون مع التيار الجارف؟؟ !.